كما نُشر للمرة الأولى في القناة الثانية الإسرائيلية، قامت ليزا (اسم مستعار) برحلة شاقة على طول الطريق من شمال العراق إلى إسرائيل، من أجل إنقاذ حياتها من أسر الدولة الإسلامية.
ليزا، هي امرأة يهودية كردية كانت تعيش في العراق، وتزوجت من رجل غير متديّن تماما، رجل أعمال ناجح كان يدير نمط حياة علماني. كان لدى الزوجين أربعة أطفال وعاشت الأسرة حياة سعيدة، حتى بدأ الزوج المسلم يصبح متطرّفا أكثر وأكثر بعد تقرّبه من الدين.
أصبح زوج ليزا مسلما متديّنا بعد أن كان علمانيا، وبدأ ينزعج من حقيقة أن زوجته يهودية. طلب منها التزام نمط حياة إسلامي صارم، تغطية كل جسدها بالملابس السوداء، وتأدية الصلاة خمس مرات يوميا. عندما غضبت ليزا من ذلك، هدّدها أنه سيبيعها إلى مقاتلي داعش.
علمت ليزا جيدا ماذا ينتظرها كامرأة يهودية في أسر ذلك التنظيم الإرهابي المتطرف. لقد شاهدت ماذا حصل لفتيات يزيديات، عندما تم اغتصابهنّ مرارا وتكرارا حتى قُتلن. “خشيتُ على حياتي كثيرا”، قالت ليزا. لذلك قررت الهروب من زوجها، من أجل إنقاذ حياتها.
هربت مع لاجئين آخرين من العراق إلى تركيا، حيث اضطرّت إلى ترك أطفالها خلفها مع زوجها. بقي ابناها اللذان عمرهما 5 و 12 عاما في العراق مع زوجها، في حين أنّ الأكبر منهما أُرسِلوا إلى ألمانيا من دون علمها وقطعوا علاقتهم بها. ربما لن تراهم في حياتها أبدا.
نجحت ليزا في تركيا بإجراء اتصال مع أقاربها في إسرائيل وأخبرتهم بحالتها. “لن أبقى على قيد الحياة في هذه البلاد، وسأنجح في الخروج منها ميتة فقط”، قالت ليزا وهي تبكي عبر الهاتف.
لذلك قرر أقاربها المذهولون بذل كل ما في وسعهم، فتوجّهوا إلى سياسيين إسرائيليين، نجحوا في إنشاء اتصال بينها وبين جهات حكومية في تركيا، حتى تم الموافقة بشكل استثنائي على نقلها إلى إسرائيل. وقد نجت هذا الأسبوع أخيرا من كل خطر محتمل، عندما هبطت في مطار في تل أبيب، واجتمعت بأقاربها المتحمّسين.