تربط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علاقة خاصة بمدينة تل أبيب. لم تحدث هذه الحقيقة بسبب كثرة زيارته إلى هذه المدينة، بل لأن لديه شقة فيها، عاشت فيها معلمته المحبوبة للغة الألمانية منذ كان طالبا في مدرسة سانت بطرسبرغ.
توفيت ميناه يوديتشكاه برلينر، معلمة الرئيس الروسي اليهودية سابقا، قبل نحو شهر عن عمر يناهز 96 عاما. سكنت في الفترة الأخيرة من حياتها في شقة صغيرة في إحدى المناطق الرئيسية وباهظة الثمن في تل أبيب، كان قد اشتراها لها بوتين. كما وموّلت سفيرة روسيا في إسرائيل جنازة المعلمة برلينر وأرسلت ممثلا رسميا للمشاركة فيها.
كانت برلينر معلمة بوتين للغة الألمانية عندما كان طالبا في الثانوية، قبل خمسين عاما، في عام 1973، هاجرت من روسيا إلى إسرائيل. في عام 2005، قبل زيارة بوتين إلى إسرائيل، توجهت برلينر إلى القنصلية الروسية طالبة الالتقاء بالرئيس، طالبها سابقا.
وقد استجاب الرئيس لطلبها. لم تكن تلك الزيارة قصيرة وفق ما توقعت. فقد عرف الرئيس بوتين معلمته المحبوبة ودعاها إلى محادثة شخصية طويلة بينما كانا يحتسيا الشاي واستذكرا ذكريات الماضي. كان بوتين سعيدا بلقاء معلمته سابقا، وأجرى لقاء تعارف بين الرئيس الإسرائيلي سابقا، موشيه كتساف، والمعلمة. فسأل كتساف: “كيف كان بوتين بصفته طالبا؟”. فأجابت برلينر: “كان طالبا ممتازا”.
بعد مرور عدة أسابيع من اللقاء بين برلينر وبوتين، لمزيد دهشة المعلمة، وصل دبلوماسي روسي إلى شقة المعلمة الصغيرة وأخبرها أن الرئيس الروسي عرف أنها تسكن في شقة مستأجرة لا تلبي احتياجاتها كامرأة متقدمة في السن، لهذا قرر أن يشتري شقة لها. كما وأرسل الرئيس بوتين إلى برلينر من روسيا هدية عبارة عن ساعة حائط ونسخة موقعة من سيرته الذاتية. بعد وفاتها، اتضح أن برلينر طلبت في وصيتها إعادة الشقة إلى بوتين وإلى السفارة الروسية في إسرائيل.