أقيمت أمس (السبت) المناسبة السنوية لذكرى 49 قتيلا في مجزرة كفر قاسم. ولكن العاصفة التي أثارتها الذكرى لا تتعلق بالمجزرة إطلاقا، وإنما بإعلان نُشر قبيل مناسبة إحياء الذكرى، وكان معدا للنساء اللواتي يرغبن في المشاركة في الذكرى والدعم. في المنشور، الذي لم يوقّع عليه ناشروه باسمهم وإنما تحت اسم “لجنة المنظمات”، ورد طلب الاهتمام باختيار اللباس من أجل “الحفاظ على قدسية” المناسبة، وكان مخصصا للنساء فقط.
وظهر في المنشور رسم لامرأة ترتدي حجابا، من أجل وضع نموذج لأسلوب اللباس المناسب للحدث، وفقا لطلب “لجنة المنظمات”. ومن الجدير بالذكر أنّ الحدث كان مفتوحا للجمهور العريض وشارك فيه مؤيّدون من جميع قطاعات السكان والأديان.
حظي المنشور بردود فعل شديدة من قبل مشارِكات ومشاركين في الحدث، وفي المقابل، كانت هناك ادعاءات أنّه لا يتضمن خطأ أيا كان. نشر عضو الكنيست من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والذي شارك في مناسبة إحياء الذكرى في كفر قاسم الإعلان في الفيس بوك معربا فيه عن رأيه: “ملصق مرفوض…المشارِكات في المناسبات الوطنية هُنّ المناضلات البطلات الماجدات ومن ينظر إليهن غير ذلك، ليفحص ذاته”.
https://www.facebook.com/mohammad.barakeh.3/posts/10211257221573276
كتب أحد المعلّقين: “كلمة احذري تحوي على التهديد وكلمة تبرج كلمة ساقطة. يكفي اعتداء على النساء بهذا التهديد وبهذا الشكل”، وأيّد كلامه معلّق آخر وأضاف: “كل امرأة أو صبيه تشترك في المعارك النضالية هي بطله بغض النظر عن لبسها، لونها، أو دينها”. وكانت هناك تعليقات أكثر انتقادية تجاه الإعلان، مثل التعليق التالي: “شعب يفكر بهذه الطريقة وكأن المرأة مجرد جسد للإغراء والتغنج، شعب لا يمكن أن تكون له أية صلة بالنضال والانتماء لشعبه وقضاياه”.
في المقابل، قال معلّقون آخرون إنّ الطلب الذي في الإعلان لم يكن خطأ، ولا يشكّل أيّ إكراه. ولكن مديرة جمعية “نعم – نساء عربيات في المركز”، سماح سلايمة إغبارية، لا تتفق معه. “إنّ طلب عدم التبرّج في المسيرة – سخيف وغير شرعي”. قالت سلايمة. “يحتقر هذا الطلب كل امرأة ترغب في التضامن مع سكان كفر قاسم. بغضّ النظر عن لون أحمر شفاهها”.
“قُتلت تسع نساء في المجزرة في كفر قاسم”، أضافت سلايمة، “لم تفرّق طلقات الجيش بين النساء والرجال. وها هم، بعد 60 عاما يضعون للنساء شروطا وتعليمات كيف يحافظن على طهارة الحدث وفقا لوجهة نظرهم. آمل ألّا تردع هذه الدعوة المهينة أية امرأة من المشاركة. كفر قاسم هي بلدة مهمة جدا، ولكنها لم تصل بعد إلى القداسة التي تحتاج إلى قواعد لباس خاصة”.