أكل عضوي رائع في كل وجبات الظهر، خدمات غسيل وتنظيف جاف في المكتب، رواتب خيالية وبيئة عمل مصممة وأنيفة شبيهة بالمتحف. يحسد الجميع الأشخاص الذين تسنت لهم الفرصة للعمل في إحدى هاتين الشركتين (فيس بوك وأبل) على ظروف عملهم، ولكن هل الخطوة الأخيرة المقترحة من قبل الشركتين – اقتراح تمويل علاجات الإخصاب للعاملات والتي سيتم خلالها سحب بويضات من جسمهن وإرسالها إلى التجميد – تتخطى الحدود؟ وفقًا للضجة الإعلامية في المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي طوال بداية الأسبوع، يبدو أن الإجابات إيجابية.
“نتابع توسيع سلة الامتيازات الخاصة بنا للعاملات لدينا، وإضافة إلى فرصة الولادة الطويلة، نقترح عليهن أن نشارك بتمويل علاجات تجميد البويضات”، هذا ما جاء في تقرير من قبل شركة أبل. “نحن نرغب في تعزيز النساء في أبل، وبالمقابل نتيح لهن العمل وإقامة حياة عائلية بشكل أمثل”. وجاء على لسان فيس بوك أن الشركة تموّل علاجات كهذه لعدد من العاملات، بناءً على طلب واضح من قبلهن.
تقدّر تكلفة “الامتياز” في الولايات المتحدة نحو 20,000 دولار، في حين يُستخدم نصف المبلغ لعملية سحب البويضات، وأما البقية فتُستخدم لتخزينها وتجميدها في مختبرات خاصة.
إذا تجاهلنا الناحية الطبية للموضوع، والمتعلقة بالمراقبة الطبية المكثفة، يبقى شعور ليس مريحًا من تخطي الحدود المزعج المرتبط بموضوع الكراهية تجاه النساء.
صحيح أن الخطوة تواجه انتقادًا ليس قليلا، ولكن هل يمكن لأحد أن يتخيل كيف كان سيبدو العالم صاخبًا لو اقترحت هاتين الشركتين على العمال تجميد الحيوانات المنوية، واجتياز عملية تعقيم، في الوقت الذي “يعملون على حياتهم المهنية”؟ وماذا بالنسبة للعاملات اللواتي أصبحن أمهات – هل ستقترح عليهن الشركة تمويلا كاملا لخدمة مدرسة داخليّة للأولاد، حتى تتمكن من القيام بجدارة بمكانتهن الإدارية؟