لا شك أن من تصفح في الساعات الأخيرة شبكتيّ التواصل الاجتماعيتين الشعبيتين، الفيس بوك أو الإنستجرام قد شاهد مقطع الفيديو التالي.
يظهر في الفيديو رجل يرتدي ملابس سوداء ويقع أرضا بعد تعرضه لوابل من المياه الملونة باللونين الأخضر والفيروزي. وقد نجح الوابل الثقيل الذي أطلِق باتجاه الرجل في إسقاطه أرضا وتدحرُجه في الشارع، بينما يقف من حوله عشرات المتظاهرين وهم يرتدون ملابس سوداء.
أصبح مقطع الفيديو منتشرا في النت في العالم وحظي بعشرات آلاف المشاركات والتعليقات. التُقط هذا الفيلم ضمن مظاهرة كبيرة قام بها أمس (الأحد) شبان يهود متدينون من القدس ضد قانون يسمح للجيش بتجنيدهم قسرا.
https://www.facebook.com/uniladmag/videos/3788793217810376/
حتى قبل سنوات قليلة، لم يكن الشبان المتدينون، الذين درسوا التوراة، ملزمين قانونيا بالتجنّد في الجيش الإسرائيلي، لكن هذا الاستحقاق تغير بعد تغيير القانون الذي بدأ يلزم هؤلاء الشبان بالتوقف عن دراساتهم الدينية لمدة نحو عامين من أجل التجنّد للخدمة العسكرية. عارض العديد من الحاخامات القانون وبدأ المجتمع الحاريدي المتديّن في القدس في هذه الأيام بشن نضال من خلال سد الطرقات وتعطيل الحياة اليومية العادية في المدينة.
في كل مرة يريد فيها الحاخامات وقادة المجتمع المتدين أن يتصدر الموضوع العناوين الرئيسية، يأمرون مئات الطلاب بالوصول إلى وسط القدس وسد طرق السكة الحديدية والطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة.
التقطت عدسة كاميرا الفيديو أمس (الأحد) أحد المُتظاهرين وهو يسقط أرضا من شدة وابل المياه الذي ألقي صوبه عبر حافلة خاصة بشرطة إسرائيل تهدف إلى فض المظاهرات. تحمل هذه الشاحنة آلاف اللترات من المياه الممزوجة بمادة كريهة جدا، تعمل كالمادة الذي ينشرها الظربان في الطبيعة. تكون هذه المادة الكريهة ممزوجة بالماء وعند رشها على المتظاهرين تترك رائحة كريهة، تظل حتى بعد أسبوع ورغم الاستحمام.
أصيب الكثيرون في تلك المظاهرة واعتقلت الشرطة نحو 40 شخصا بعد أن سدوا الطرقات ولم يعملوا وفق أوامر الشرطة عند فض التظاهُرة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى التي يمارس فيها أفراد الشرطة العنف تجاه المتظاهرين المتدينين. في الآونة الأخيرة، اشتكى الكثيرون من أن الشرطة تهدد المتظاهرين وتضربهم بالعصي وتركلهم دون رحمة. وبطبيعة الحال، تدعي الشرطة أن المظاهرات عادة ما تكون غير قانونية وأن العنف الذي تمارسه ضد المتظاهرين متناسب ويتم لمنع وقوع المزيد من التحريض من قبل الشباب.