“أكثر ما يثير الاهتمام فيما يرتبط بالعالم العربي في يومنا هذا هو أن إسرائيل لم تعد مثار خلاف”، هذا ما جاء في مستهل مقال “Foreign Policy” الذي نُشر أمس (الإثنين). يركز المقال على التغييرات الجذرية التي طرأت في السنوات الأخيرة على تعامل الدول العربيّة مع إسرائيل، التي شكلت العداوة ضدها، طيلة سنوات، عامل تكتل بين الدول العربيّة.
يوضح معدو المقال أن كبار المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى التهديدات الأمنية المشتركة التي تتعرض لها إسرائيل والدول العربية، مثل إيران والإسلام المتطرف، بصفتها حجر الأساس للأجندة الأمنية الجديدة، المشتركة لإسرائيل وهذه الدول. ولكن وفق ادعائهم، هناك الكثير مما يمكن أن تستفيد منه الدول العربيّة من التعاوُن مع إسرائيل.
فهم يوضحون أن ثورة الطاقة التي شهدتها إسرائيل في السنوات الأخيرة، جعلتها مُصدّرة في مجال الطاقة، وسيسهم اتفاق الغاز الكبير، الذي وقعت عليه إسرائيل ومصر، كثيرا في الاقتصاد المصري، وسيخلق تعلقا اقتصاديا متبادلا بين البلدين. علاوة على ذلك، يشير كاتبو المقال إلى الفرص الجديدة الكامنة في التعاون الاقتصادي بين إسرائيل ودول الخليج، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه إسرائيل إلى هذه الدول في مجال تكنولوجيا المراقبة والاستخبارات المتقدمة من أجل الصراع ضد تهديدات الإرهاب.

إضافة إلى التعاون المتزايد مع إسرائيل، يدعي معدو التقرير أنه طرأ انخفاض على تعامل الحكومات العربية مع القضية الفلسطينية. ففي حين أن هذه الدول ما زالت ملزمة رسميا بهذه القضية، بدأت تبدي علامات من اليأس فيما يتعلق بها. “فقدت الحكومات العربية صبرها تجاه القيادة الفلسطينية المتنازعة وغير الناجحة، وتجاه جهات مثل إيران تسعى إلى استخدام الفلسطينيين وسيلة للنضال سعيا للسيطرة الإقليمية”، جاء في المقال. وفق أقوالهم، أدى ذلك إلى تغيير جذري في تعامل بعض حكومات الدول السنية تجاه إسرائيل: انتقالا من النظر إلى إسرائيل بصفتها “عدوة” إلى اعتبار أن “وجودها” في المنطقة قد يعمل لصالحها.
رغم هذا يشير الكاتبون إلى أن الجمهور في هذه الدول ما زال يهتم بالفلسطينيين، وفي ظل الربيع العربيّ، لا يمكن أن تتجاهل الحكومات رأي مواطنيها. إضافة إلى ذلك، يشيرون إلى تحديات جديدة أخرى تقف أمام إسرائيل، وأهمها هو هل عليها بيع تكنولوجيا الأسلحة المتقدمة للدول العربية، التي قد تشن حربا ضدها في المستقبَل، وهي مزوّدة أفضل من الماضي.