استصعب محققو الشرطة الإسرائيلية تصديق التفاصيل التي باتت جلية أمام أعينهم في جريمة قتل السيدة فادية قديس من يافا، البالغة من العمر 52 عاما، وهي أن ابنة الفقيدة وحبيبها وراء عملية القتل الشنيعة. الشبه المنسوبة للابنة هي التخطيط للجريمة ومحاولة تشويش الأدلة وللشاب التخطيط والتنفيذ.
ووصف مسؤولو الشرطة الجريمة التي وقعت في يافا فجر ال7 من شهر حزيران/ يونيو في بيت الفقيدة التي تعد شخصية معروفة لدى الطائفة المسيحية الأرثودوكسية في المدينة، بأنها “واحدة من جرائم القتل الأكثر شناعة وإثارة للاشمئزاز في السنوات الأخيرة”. فقد صدم محققو الشرطة من تصرفات الابنة وحبيبها في الساعات التي تلت الجريمة، بعد أن واصلا حياتهما بصورة عادية بينما جثة الأم في الحمام.
وكان محققو الشرطة في مسرح الجريمة قد اشتبهوا فورًا أن قتلة السيدة من البيت. وبعد أسابيع من التحقيق في ملابسات الجريمة والضغط على عشيق الابنة والابنة، اعترف الاثنان بأنهما وراء الجريمة بعدما حاولا إنكار ذلك. وقالت الشرطة إن خلفية الجريمة رفض الأم العلاقة الرومانسية التي تطورت بين ابنتها، تيريزا، والشاب المسلم، أمير مرمش.
وقال مسؤولو الشرطة إن الابنة والشاب خططا الجريمة قبل أسابيع من وقوعها وحاولا تضليل محققي الشرطة بخلق صورة بأنهما لم يكونا في مسرح الجريمة وإنما في أشغالهما. وحسب التفاصيل التي أتاحت الشرطة نشرها، وصل الشاب إلى بيت قديس بعد منتصف الليل بعدما أبلغته الابنة أن الأم ترفض العلاقة بينهما. وقد أتاحت الابنة له بدخول شقة والدتها، وبعدها حصلت الجريمة.
وروى مرمش للمحققين أنه راح يتقيأ قبل إقدامه على قتل الأم، وقال للابنة إنه يفضل أن يؤجلا العملية لكن الفتاة أصرت على تنفيذ الجريمة، وبعد أن خرجت الأم من الغرفة لسماعها تقيأ الشاب، همّ بطعنها وخنقها، وسارعت الابنة إلى غرفتها لتشغيل الموسيقى على صوت عال لحجب صراخ الأم. وبعد أن تأكّد من موت الأم، أخبر الشاب الابنة بذلك، فقاما بتغطية الجثة بدثار وجراها إلى الطابق الثالث، حيث يوجد حمام.
وبعد مرور ساعات خرج الاثنان من البيت كأن شيئا لم يكن، فذهبت الابنة إلى دراستها، وأخذت معها نقال الأم، وأرسلت رسائل نصية إلى صديقاتها بأنها ليست في البيت وإنما تزور صديقات، لكي لا تثير شكوك الصديقات اللاتي شعرن بفقدان قديس. وبعدها عادت الابنة إلى البيت كأن شيئا لم يحدث. وجاء الشاب ليزورها حاملا معه الطعام -بيتزا- اشتراها بواسطة بطاقة اعتماد الأم.
وبعد محاولات طويلة للوصول إلى الأم من قبل عائلتها وصديقاتها، وصل إلى بيت الأم عند الساعة الرابعة مساءً ابنها، فرأى حبيب شقيقته يهرب، وأدرك أن شيئا سيئا حدث، فدخل البيت وفتش عن أمه ليعثر على جثتها في الطابق الثالث، فاستدعى قوات الشرطة إلى المكان.
وأفلحت الشرطة بعد تحقيق طويل مع الاثنين في استرجاع رسائل نصية قام الاثنان بمحوها، كانا أرسلها الواحد للآخر عبر هاتفيهما النقالان، وجاء فيها حديثهما عن قتل الأم. وكتبت تيريزا لمرمش أن يُظهر لها أنه قوي، فرد عليها أن تثق به. وبعد أن عرض محققو الشرطة هذه الأدلة أمام الاثنين، تراجعا واعترافا بفعلتهما.
يذكر أن السيدة فادية قديس كانت أرملة، ثكلت زوجها قبل 6 سنوات أيضا في جريمة قتل وعندها 3 أولاد. وكان زوجها، غابي قديس، رئيس الجمعية الخيرية الأرثوذكسية في يافا.