يبدو أنّ وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أرئيل، تحمّس بإفراط لدى مرافقته رئيس الوزراء الروسية، دميتري ميدفيديف، في زيارة المعهد الإسرائيلي للأبحاث الزراعية. فحين رأى حماسة ميدفيديف لطائرة دون طيّار استخدمها المعهد في أبحاثه، سارع الوزير إلى إهدائه الطائرة فورًا. استصعب عاملو المعهد المُحرَجون أن يصدّقوا أعينهم، حين رأوا الطائرة التي اشتراها معهدهم بخمسين ألف دولار تؤخَذ بكلّ بساطة دون سابق إنذار. وفق التقديرات، ستطول فترة البحث الذي يعملون عليه لسنة على الأقلّ إثر اختفاء طائرة البحث.
يوم الخميس السابق (10.11)، قام ميدفيديف بجولة في معهد الأبحاث الزراعية بمناسبة توقيع المعاهدة الزراعية بين روسيا وإسرائيل. وخلال الجولة، رأى ميدفيديف ووزير الزراعة الإسرائيلي الطائرة دون طيّار للبحث الخصوصي. وفيما أخذ ميدفيديف يلهو بجهاز تحكّم الطائرة، استشار أرئيل المديرَ العامّ لوزارته حول إمكانية إهداء الطائرة للضيف. قرّر الرجلان أنّ ذلك ممكن، ليترجِم المترجِم المندهِش محادثتهما إلى الروسية لميدفيديف، الذي قبل الهدية بكلّ سرور.
حاول ممثّلو المعهد المتواجدون أن يعترضوا بتهذيب على القرار العشوائي ويُرجئوا تنفيذه، ولكن دون جدوى. وفي نهاية الجولة، حمل اثنان من مرافَقي البعثة الروسية الطائرة الخصوصية مع كلّ المعدّات التي كانت عليها، بما في ذلك تقنيات خصوصية طُوّرت في المعهد.
“النتائج المباشرة وغير المباشرة لتصرّف الوزير كئيبة وقاسية إلى حدّ أنه يصعب تصديق حدوث ذلك”، قال ممثّل الباحثين في المعهد، مُتابعًا: “فضلًا عن الضرر الذي نجم عن إهداء الطائرة التي تُقدَّر قيمتها بمئات آلاف الشواقل، والأضرار المعنوية الناتجة، هناك أضرار واضحة ناجمة الآن عن توقّف المشاريع الزراعية في المعهد”.
وفيما أخبرت الصحافة الروسية عن الهدية التي قُدّمت لميدفيديف، لم تأتِ وزارة الزراعة الإسرائيلية على ذكر الموضوع في بيانها الإعلامي.