يتصدّر معبر رفح، بين الحين والآخر، العناوين ويُذكّر الجمهور بالوضع الخانق الذي يعيشه قطاع غزة، وتحديدًا على الحدود المصرية. فالحركة على معابر غزة قليلة جدًا، ويبدو أن الأيام، التي كانت تشهد عبور عشرات آلاف الأشخاص في المعبر كل يوم للعمل في إسرائيل أو التجوال في مصر، باتت حلما بعيدا.
وقد أعربت حماس مؤخرًا عن استعدادها للتواصل مع أية جهة من أجل العمل على فتح المعبر، وهذا نتيجة الضغط الكبير الذي تتعرض له.
ويكفي الاستماع إلى الأحكام التي أصدرتها المحكمة المصرية بحق أعضاء جماعة الإخوان المُسلمين بقضايا مُختلفة وعلى رأسها قضية “اقتحام السجون” التي كانت حماس مُتورطة فيها، لنُدرك مدى كراهية النظام المصري لحركة حماس.
ومن الصعب أن ننسى تصريحات غازي حمد قبل شهرين حين قال: “نجد أنه دخل وخرج من معبر بيت حانون (إيرز) في شهر مايو فقط (نحو 34 ألفا) ما يعادل ما خرج من معبر رفح في ثلاث سنوات أو أكثر”.
كانت خلال العمليات العسكرية الثلاث في قطاع غزة، خلال السنوات الأخيرة، عملية “الرصاص المسكوب” عام 2008، عملية “عامود السحاب” عام 2012 وعملية “الجرف الصامد” في صيف 2014، نسبة دعم حماس حرجة حيث شهدت صعودا وهبوطا دائما: بدايةً، كان هناك صعود حاد بدعم الحركة في الأيام الأولى، ومن ثم تراجع تدريجيا عندما هدأت رياح الحرب وبقي سكان غزة يواجهون نتائج المأساة.
ويبدو أن الانتفاضة الأخيرة التي تدور رحاها في الضفة الغربية تُضعف حماس. فلم يعد مُقاتلو القسام يقفون في أول خط المقاومة وحل شُبان الخليل والقدس مكانهم. وباتت حماس تجد نفسها كعامل تهدئة وكبح، يعمل على لجم مسألة إطلاق القذائف على إسرائيل؛ خوفًا من دخول غزة أيضًا في دوامة العنف.
إلى جانب القيود التي تفرضها إسرائيل على غزة حول مسألة دخول الأشخاص والبضائع ومناطق صيد الأسماك لا يُمكن تجاهل حقيقة أن حكومة قطاع غزة فاشلة تمامًا. ترفض حماس تقبّل المُعادلة التي تقول إن إلغاء نتائج الانقلاب الذي حدث في عام 2007 من شأنه أن يُعيد وضع معبر رفح إلى ما كان عليه، ولكن، كُلما ازداد الضغط يزداد الاحتمال أنه سيُرافق فتح معبر رفح تحقيق إنجاز هام للسلطة الفلسطينية.