عُيّنَ الوزير السابق غالب مجادلة مستشارًا خاصًّا للمجتمع العربي في الصندوق القوميّ اليهودي (كيرن كييمت ليسرائيل)، كما نشرت اليوم صحيفة “معاريف”. ويُعتبَر الأمر تطوّرًا مثيرًا للاهتمام، لأنه على مدى سنوات كان هدف الصندوق امتلاك أراضٍ لصالح الاستيطان اليهوديّ في إسرائيل، أمّا التعيين فيشهد على تغيُّر دوره في القرن الحادي والعشرين.
أُنشئ “الصندوق القوميّ اليهودي” عام 1901 في إطار “المؤتمر الصهيوني”، من أجل المساعدة على تقوية الاستيطان اليهودي في فلسطين. وكانت أوّل الأراضي التي اشتراها الصندوق عام 1904 في منطقة مدينة اللد في المركز، وفي طبريا شمالًا. وسكن في تلك الأراضي أوائل اليهود الذين قدِموا في مطلع القرن العشرين. واشترى الصندوق لاحقًا أراضي في جميع أنحاء البلاد.
مع إنشاء دولة إسرائيل، غيّر الصندوق أهدافه، وبدأ بغرس غابات في أرجاء البلاد. منذ سنوات، يدّعي كثيرون في إسرائيل أنّ الصندوق أضحى منظمة قديمة لا مبرّر بعد لوجودها. من جهته، يقول الصندوق القوميّ إنه غرس في السنوات المئة الأخيرة ما يقارب 240 مليون شجرة في جميع أرجاء البلاد – لكن يجري التشكيك في هذا الرقم. كذلك، صدرت اتّهامات قاسية حول الإدارة الاقتصادية التبذيرية للصندوق الذي يموّله المال العامّ.
أحد الادّعاءات الأكثر شعبيّة هو أنّ الصندوق يمارس التمييز ضدّ المواطنين العرب، ويهتم بمصالح اليهود حصرًا. إذا كان الأمر كذلك، نأمل أن يكون تعيين مجادلة شاهدًا على اهتمام مستجدّ بالسكّان العرب. كما هو معلوم، سبق لمجادلة أن دخل صفحات التاريخ في الماضي حين عُيّنَ أول وزير عربي (غير درزيّ) في إسرائيل.
وسيكون مركز نشاط مجادلة في الصندوق إنشاء “غابة جماهيريّة” مجاورة لقرى وبلدات عربية إلى جانب الغابات القائمة، إعداد طرق للمشي وطرق للدراجات الهوائيّة، تطوير متنزهات على أطراف قريتَي الطيرة وعيلبون، وغير ذلك. “أنا واثق من أنه عبر العمل المشترك مع الصندوق، سيُدرك جميع مواطني الدولة أنّ ما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا”، قال مجادلة لصحيفة “معاريف”، مُضيفًا أنّه “عبر هذا النشاط، سنتمكّن من تعزيز الحياة المشتركة لنا جميعًا، ونساهم في تحسين جودة الحياة والبيئة في البلدات العربيّة”.