يواجه عيد الميلاد هذه السنة منافسة صعبة في إسرائيل. ففي كل سنة، يصادف عيد الميلاد في موعد قريب من عيد الأنوار لدى اليهود، ولكن هذه السنة سيكون الاحتفال بالعيدين في الأيام ذاتها. بدأت رموز العيدين – شجرة عيد الميلاد المُزيّنة والشمعدان مع الشموع المُضاءة، في المنافسة في البروز في المجال العام، وإضاءة الشوارع التي تهطل فيها الأمطار.
فصحيح أن المسيحيين في إسرائيل هم أقلية تعدادها أقل من 170,000 مسيحي، ويشكلون نحو %2 فقط من سكّان إسرائيل، ولكن في السنوات الأخيرة يبدو أن علامات العيد بدأت تُلاحظ أكثر في المجال العام.
مَن هم المحتفلون المسيحيون بعيد الميلاد في الدولة اليهودية؟
المجموعتان الأساسيتان اللتان تحتفلان بعيد الميلاد في إسرائيل هما العرب المسيحيون، واليهود القادمون من الاتّحاد السوفياتي وروسيا. يمكن رؤية أشجار عيد الميلاد المُزيّنة في كل مدينة مختلطة تقريبا، ذات نسبة عالية من المسيحيين، مثل الناصرة، والقدس، ولكن في حيفا، شفاعمرو، ويافا أيضا. يشكل المسيحيون في إسرائيل أقلية تعدادها أقل من 170,000 مسيحي، ونستبها نحو %2 فقط من سكّان إسرائيل، ونحو %80 منهم عربا.
رغم أن عيد الميلاد ليس عيدا يهوديا، ولكن يحتفل بهذا العيد الكثير من اليهود الإسرائيليين، ولا سيما اليهود الناطقون بالروسية والذين قدموا إلى إسرائيل من الاتّحاد السوفياتي. حافظ اليهود الروس الذين قدموا إلى إسرائيل مثل أية مجموعة يهودية أخرى قدمت إلى البلاد طيلة السنوات، على تقاليد حضارتهم، ومن بينها الاحتفال بعيد الميلاد الخاص بهم في المجتمَع اليهودي. فهم يسمّون عيد الميلاد بـ “نوفي جود” (رأس السنة الروسي) ويحتفلون به في التاريخ ذاته، ولكن يتناولون طعاما شرقيا أوروبيا ويحتفلون به بصفته عيدا علمانيا وليس كأحد التقاليد المسيحية.
إضافة إلى هاتين المجموعتين، يصل الكثير من السيّاح إلى إسرائيل في كل عيد ميلاد. حيث يقام في الدولة اليهودية، عدد من الاحتفالات الدينية الهامة في العيد المسيحي، ولا سيما في مدينة الناصرة، القدس، وبيت لحم، لأهميتها في التقاليد المسيحية.
عاصفة احتفالات عيد الميلاد
ولكن هناك مَن لا ينظر نظرة إيجابية إلى شعبية عيد الميلاد الآخذة بالازدياد. إذ دار مؤخرا جدل عاصف في معهد أكاديمي إسرائيلي في مدينة حيفا، لأنه وُضعت فيه شجرة كبيرة لعيد الميلاد إلى جانب شمعدان عيد الأنوار.
وقد أعرب عن هذه المعارضة الحاخام في المعهد الأكاديمي. فدعا الطلاب الجامعيين اليهود ألا يدخلوا إلى القاعة التي نُصبت فيها شجرة عيد الميلاد، “شجرة عيد الميلاد هي رمز ديني، ليس مسيحي ولكن مثير للمشاكل – وثني”، قال الحاخام وأضاف أنه يعتقد أن وضع الشجرة في مكان عام هو مس بهوية المعهد الأكاديمي اليهودية. “لا يدور الحديث عن حرية تعبير دينية، بل عن مجال عام في الحرم الأكاديمي. هذه هي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم”.
نجحت أقوال الحاخام في لفت الأنظار، وأعرب طلاب جامعيون عن استيائهم. وتوجه عضو الكنيست، يوسف جبارين من القائمة المشتركة، إلى المستشار القضائي للحكومة وطلب فتح تحقيق جنائي ضد الحاخام بتهمة التّحريض على العنصرية.
التأثير الحضاري الأوروبي الذي أحضر عيد الميلاد إلى الشرق الأوسط
يحتفل الكثير من الشبّان الإسرائيليين، المسلمين واليهود إضافة إلى المسيحيين بعيد الميلاد أيضا. تعجز الكلمات عن وصف المشاهد الجميلة، فالحديث يدور عن الكثير من الزينة – أضواء، أشجار كبيرة مُزينة، عجوز محبوب مع ذقن وملابس تنكرية يوزع الهدايا، وهذه فرصة جيدة لكم جميعا للخروج وقضاء الوقت من دون علاقة بالديانة.
إضافة إلى هذا فإن عيد الميلاد هو حدث كبير، وفيه الكثير من المشتريات في الغرب، وفي إسرائيل أيضا بدأت تعمل أسواق عيد الميلاد، حيث يمكن فيها العثور على الكثير من زينة العيد. يحتفل الشبّان المتأثرون بالغرب بهذا العيد، وحتى أنهم قد يلتقطون صور السلفي ومن ثم يصلون في المسجد أو في الكنيس.
أشجار السرو الإسرائيلية بدلا من أشجار الشوح الأوروبية
أطلقت جمعية مسؤولة عن الأراضي والطبيعة في إسرائيل (الصندوق القومي اليهودي) في حملة خاصة لتوزيع الأشجار على الجمهور الواسع المعني بتزيين منزله بأشجار السرو – الأشجار الإسرائيلية البديلة لأشجار الشوح التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، زار رئيس بلدية القدس، نير بركات، ممثلي السكان المسيحيين في القدس قُبَيل عيد الميلاد، وأوضح أن احتفالات عيد الميلاد في القدس تشكل جزءا هاما في الحياة المشتركة بين الطوائف الثلاث في المدينة المقدسة.