سنة 2000: وضع عوفرا حازا الصحي يتدهور ويتعقد بسبب مرض الإيدز الذي أصابها. نُقلت إلى المستشفى في إسرائيل، وبعد أسبوعين أعلِن عن وفاتها بجيل 42 عامًا، بعد ما يقارب 30 سنة من مسيرتها الفنية.
وقد كشفت عوفرا للعالم عن صوتها الملائكي منذ جيل الثالثة عشر. وقد كان بتسلئل ألوني، المروج الخاص بها، هو من اكتشفها بعدما قدمت عرضًا في حفل زفاف، وقام بإدخالها في ورشة مسرحية، في حي فقير من ضواحي مدينة تل أبيب، والتي أشرف على إدارتها. وُلدت عوفرا وترعرعت في الحي، كانت البنت الأصغر بين ثمانية إخوة وُلدوا ليفت وشوشناه حازا – والتي بدورها كانت مغنية لحفلات الحناء مطلوبة في اليمن.
كان ظهور حازا الأول على خشبة المسرح حقيقة محض صدفة. قدمت الورشة عرضًا باسم “سمبوسك، متى الانتخابات؟”. فقد قرر البطل الرئيسي ترك العرض قبل ساعات من عرضه، وحازا، التي استمعت لكل شيء وحفظت كل دور عن ظهر قلب، طلبها المروج الخاص بها لتقوم بتأدية الدور الرئيسي وتحويله من شخصية ذكورية لنسائية في وقت العرض. ومنذ ذلك الحين كانت ردود الفعل حماسية واستولت على الجمهور في الليلة ذاتها، إلا أن أحدًا من الجمهور لم يتخيّل لأين ستصل عوفرا الشابة.
كانت تلك مجرد مسألة وقت حتى جذبت عوفرا كل العالم. كانت أغنيتها الأولى والتي وصلت لأعلى المراتب من تسجيلها في عرض لذات الورشة المسرحية في الحي، “اشتياق”. أعجِب بها العديد من المنتجين الموسيقيين والسينمائيين حتى قبل تجنيدها للجيش، ووقعوا معها عقد إنتاج لمدة خمس سنوات. في عام 1979، ظهرت في السينما في فيلمها الأول.
في عام 1980، سجلت حازا ألبومها الأول، “عن غرامياتنا”، والذي فتح لها طريقًا واسعًا. وما تلا من ألبوماتها الناجحة، جعل مسيرة عوفرا كواحدة من أحب وأهم المغنيات في الثمانينيات. غنت في عام 1983 بمسابقة الأوروفيزيون، التي عُقدت في ميونيخ، وحازت على المرتبة الثانية بفارق ست نقاط عن المرتبة الأولى. لكنها لم تكن بحاجة لهذه المسابقة لتكسب شهرة على الصعيد العالمي. بعد سنة من ذلك، أطلقت عوفرا حازا ألبوم “أغاني اليمن”، والتي كانت كل أغانيه أغاني يمنية، تكريمًا لأصولها. وصل هذا المشروع المميز والرائد إلى إنجلترا أيضًا، حيث حاز على المديح والإعجاب وجعل من حازا نجاحًا عالميًا.
وكانت الأغنية التي احتلت أعلى مراتب الأغاني في أوروبا هي “إم ننعالو”. في عام 1990 لُقبت رسميًا “بالمغنية الإسرائيلية صاحبة المبيعات الأكثر في كل العصور”، وحتى أنها رفضت عرض مايكل جاكسون بالانضمام إليه في جولة حفلات عالمية.
كل هذا لن يفاجئ كل من سمع صوت عوفرا حازا الفريد من نوعه. فقد كانت القدوة الأعلى لعشرات المغنيات الإسرائيليات، اللاتي تمنين صوتًا عذبًا كصوتها. تستمر أغانيها بإثارة وإسعاد الناس حتى بعد 15 عامًا من موتها. ما زالت شخصية حازا محفوظة في ذاكرة الإسرائيليين وتثير اشتياقهم في كل مرة يستمعون لصوتها. ورغم أنها فارقت الحياة في جيل صغير، إلا أنها خلفت ورائها إرثًا مليئًا بإغانٍ رائعة.