لم يتخيّل أحد أبدًا أن هذا ما سيكون عليه “مهرجان الشوكولاتة” الذي شارك فيه الكثير من العائلات والسياح الذين حضروا لقضاء يوم هادئ قريبًا من شواطئ تل أبيب. في الساعة الواحدة ظهرًا كان المتنزه القريب من الموقع يعج بالمتنزهين وراكبي الدراجات الهوائية، بينما سمع دوي إطلاق رصاص.
طاهر لالا، 28 عامًا، مجرم معروف للشرطة، اغتيل في سيارته الـ BMW. لالا انطلق سافر بسيارته من يافا إلى تل أبيب. أوقف سيارته قبل المنعطف المحاذي للمتنزه في تل أبيب، ولم يلاحظ السيارة التي كانت واقفة في الاتجاه المعاكس والتي خرج منها مسلحان متلثمان انطلقا نحوه وأمطرا الجزء العلوي من جسده بوابل من الرصاص. مات فورًا.
أشارت الشرطة إلى أن “لالا” كان متورطًا بالعديد من جرائم العنف سابقًا. ولد في الضفة الغربية في منطقة رام الله، ولكنه حظي بمواطنة إسرائيلية في إطار لم شمل العائلات، بينما لا زال يسكن والده في منطقة رام الله. وحسب الشكوك، لالا هو أحد الأعضاء الميدانيين لعائلة عياش اليافاوية. يشير اغتيال “لالا” إلى تفاقم حرب العصابات الدائرة بين عائلة حمد وعائلة عيّاش.
“على أحد أن يفعل شيئًا، لا يمكن للأمر أن يستمر هكذا”، قال أحد شهود العيان. “شيء مريع أن يحدث هذا في وضح النهار وأمام أعين عائلات وأطفال”، قالت شاهدة عيان أخرى.
أوردت الشرطة على حسابها على تويتر “يشتبه بأن جريمة القتل جزء من الصراع بين عصابات الجريمة… الجناة هربوا من الموقع في سيارة.” وقال رئيس الشرطة يوحنان دانينو إن معظم المتفجرات التي تستخدمها عصابات الجريمة تأتي من مخازن الجيش. وأضاف “هذا يحدث منذ سنين لكن الظاهرة تتزايد” مضيفًا أن الشرطة تعمل مع الجيش لمنع وصول المتفجرات إلى الشوارع.
عثرت الشرطة بعد مدة قصيرة على سيارة المسلحين الذين قاموا بعملية الاغتيال بينما كانت تشتعل قريبًا من مكان تنفيذ جريمة القتل. وكانت الشرطة قد قررت إلغاء كل الإجازات وتعزيز تواجد الشرطة في كل المنطقة، خشية، على ما يبدو، من أن تقوم عائلات الإجرام من الانتقام لمقتل “لالا”.
وشهدت هذا الشهر وحده ثلاثة تفجيرات لسيارات -أدى اثنان منها إلى سقوط قتلى- استهدفت شخصيات من عالم الجريمة لتعيد لشوراع المدن الإسرائيلية دوي الانفجارات التي كانت تميز الهجمات الفلسطينية خلال الانتفاضة بين عامي 2000 و2005 .