أيّهما أفضل: الإصابة قرب معبر القنيطرة على الجانب السوري للحدود بين إسرائيل وسوريا، أم الإصابة قرب معبر القنيطرة على الجانب الإسرائيلي للحدود؟
بطبيعة الحال، وبالنظر إلى حقيقة أنّ النظام الصحّي في إسرائيل يعمل بشكل عادي تمامًا، مقابل الفوضى والحرب الأهلية المستعرة في سوريا والتي تقتلع الملايين من الناس من وطنهم، يبدو أن الإجابة واضحة: من الأفضل الإصابة على الجانب الإسرائيلي من الحدود.
ولكن، إذا سألنا أعضاء الحركة الاجتماعية في شمال إسرائيل “شينوي كيفون” (تغيير الاتجاه)، فليس من المؤكد إطلاقا أنّه يُفضّل الإصابة في إسرائيل. يحتجّ أعضاء الحركة على كون الحكومة الإسرائيلية تستثمر كمّا من الموارد والجهود الطبية لعلاج جرحى الحرب الأهلية في سوريا، أكثر من سكان شمال إسرائيل أنفسهم.
يحتجّ أعضاء الحركة على أنّه في الوقت الذي تشغّل فيه إسرائيل مستشفيات وعيادات ترعى فيها جرحى من الحرب الأهلية، فإنّها تتخلّى عن سكان الشمال، ومؤخرًا فقط تم إغلاق غرفة الطوارئ الرئيسية في المستشفى الواقع في مدينة كريات شمونة الشمالية، وتم تخفيض ساعات العمل في معهد الأشعّة، ومعهد غسيل الكلى لمرضى السرطان بالإضافة إلى تخفيض عدد الأطباء في جميع أنحاء المنطقة.
قرّر أعضاء الحركة إطلاق حملة جديدة يشرحون فيها احتجاجهم. من أجل جذب انتباه الإعلام، تم تصوير أحد أعضاء المنظّمة على خلفية المدينة الإسرائيلية كريات شمونة، متنكّرًا بزيّ عنصر من تنظيم جبهة النصرة، والذي قاتل جيش الأسد على بعد أمتار قليلة من الحدود الإسرائيلية.
قال أعضاء الحركة إنّهم اتخذوا قرار التنكّر بأحد عناصر التنظيم المتطرّف بعد أن اكتشفوا بأنّ تكلفة العلاج السنوية لأعضاء جبهة النصرة هي 33 مليون شاقل (نحو 9 ملايين دولار)، في حين أنّ سائر الخدمات الطبية في شمال إسرائيل تعاني من أزمات مالية وفرض اقتطاعات، ممّا تسبّب في معاناة ومشقّة كبيرة للسكان أنفسهم.
“ليس سهلا أن تكون ثائرًا سوريًّا” هكذا كتبوا في صفحة الفيس بوك الخاصة بهم، وأضافوا: “القتال صعب، الطقس يزداد برودة، ليس هناك الكثير من ساعات النوم ولكن على الأقل المعنويات عالية. هكذا يكون الحال حين تعلم أنّه يحقّ لك الحصول على الخدمة الطبّية الطارئة الأفضل في البلاد، مجّانًا، متوفّرة بسهولة على بعد أمتار قليلة من الحدود”.