بمناسبة مرور أسبوع الحداد المعمول به لدى اليهود، على وفاة الحاخام المرحوم عوفاديا يوسف، تجري حركة شاس احتشاد ذكرى وتأبين. بدأ الاحتشاد مساء اليوم (الأحد)، في الساعة 18:00 في القدس، بجوار المقبرة في سنهدرياه، التي ووري جثمان رئيس مجلس الحاخامين فيها.
وفقًا لتوقعات شاس والشرطة، يحضر الاحتشاد عشرات آلاف المشاركين. أكثر من مائة حاخام، ومنهم كبار الحاخامين، يجلسون على المنصة. بسبب الاحتشاد، سُجلت اضطرابات مرورية كبيرة في الطريق إلى القدس، وقد تم إغلاق الطرق التي أجري فيها الاحتشاد (في الأحياء الحاريدية في المدينة) أمام حركة مرور السيارات إغلاقًا تامًا.وكما هو معلوم، فقد أجريت مراسم جنازة الحاخام، التي حضرها أكثر من 800 ألف شخص، في أكبر جنازة في تاريخ إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى سد طرقات واضطرابات مرورية في الطريق إلى القدس من كافة أنحاء البلاد.
استعدادًا للحدث هذا المساء، قامت حركة شاس بتوزيع آلاف الشموع التذكارية تحمل شعار الحزب وصورة زعيمها الروحاني الفقيد. يقف على المنصة في الاحتشاد حاخامون، حاخامون كبار وحاخامون آخرون من كافة تيارات الجمهور الحاريدي. كان من بين الخطباء في الحدث اسم مفاجئ وهو الحاخام الرئيسي الأسبق، شلومو عمار، الذي ارتبط اسمه بنزاعات الخلافة بعد وفاة الحاخام عوفاديا، ولذلك تم إبعاده عن زعامة شاس. يجدر الذكر أنه على الرغم من أن هذا الحدث هو حدث ذكرى، لا شك في أن الحديث يجري عن حدث سياسي بكل ما في الكلمة من معنى وهدفه تقوية حزب شاس بعد الارتجاج الكبير الذي اجتازه في أعقاب وفاة الحاخام.
وتماشيًا مع الاحتشاد، ستتم هذا المساء إقامة الشاهدة على قبره، وليس بعد مرور شهر من تاريخ الوفاة كما هو معتاد، وذلك لأن الحاخام يوسف ذاته كان أقد أفتى في كتبه أنه يجب إقامة الشاهدة على القبر بعد مرور أسبوع الحداد مباشرة. إلى ذلك، وفي منطقة المقبرة – التي يؤمها آلاف كل يوم للصلاة على الضريح – بدأت اليوم أعمال الترميم لأربع شواهد تم تدميرها خلال الجنازة بسبب التدافع الكبير الذي حدث في المكان. منذ وفاة الحاخام ودفنه يوم الإثنين الماضي، يواصل عشرات آلاف المؤمنين والأتباع الوصول إلى الضريح وإلى خيمة المواساة بهدف مواساة أبناء الحاخام يوسف رحمه الله وأبناء عائلته.
إلى ذلك، أعلن اليوم وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، أنه قد قرر تسمية المفترق الجديد على مدخل القدس، الذي من المتوقع بدء إقامته قريبًا، باسم الحاخام عوفاديا يوسف تخليدًا لذكراه. وقال الوزير كاتس لإذاعة الجيش إن: “هذا المدخل الذي يمر بجوار حي هار نوف سيكون رمزًا للربط بين شخصين فذّين هما مناحيم بيجن وعوفاديا يوسف، في المدخلين الرئيسيين إلى القدس”. (أحد الطريقين الرئيسيين القادمين إلى القدس اليوم ويجتازانها تمت تسميته باسم رئيس الحكومة المرحوم، مناحيم بيجن، الذي وقع على اتفاقية السلام مع مصر).
وسيشكّل الطريق الجديد الذي ستبدأ إقامته في السنة القادمة، من الناحية العملية، مدخلا إضافيًا إلى المدينة العاصمة من الجهة الغربية. الحاخام يوسف الذي ولد في بغداد، قدم إلى البلاد مع أبناء عائلته إلى القدس حين بلغ من العمر أربع سنوات فقط. وقد سكن الحاخام في مدينة القدس معظم فترات حياته، وحتى أنه عمل كديّان في المدينة. على ضوء قرار وزير المواصلات، سيستمر الحفاظ على ذكرى الحاخام في المجال العام في المدينة لوقت طويل. يجدر الذكر أنه في الوقت الذي يبارك فيه سكان كثيرون في المدينة هذا القرار، إلا أن جزءًا من سكانها العلمانيين، الذين لم يربطه أي شيء بمسيرة الحاخام، يعارضون القرار.