على ما يبدو أن كثيرين سوف يتذكرون الحدث الذي أقيم هذا الأسبوع من على منصة الهيئة العامة للأمم المتحدة، على أنه حدث خاص لا سابق له. حيث أقامت هذا الأسبوع البعثة الإسرائيلية للأمم المتحدة حدثاً هو الأول من نوعه- عرض للمطربة ريتا بالفارسية، الإنجليزية والعبرية.
أقيم هذا الحدث الفريد من نوعه يوم الثلاثاء الماضي بحضور سكرتير الأمم المتحدة، بان كي مون، رئيس الهيئة العامة، سفراء ودبلوماسيين، رؤساء الجاليات الإيرانية اليهودية والغير يهودية في الولايات المتحدة، مشاهير كثر وبعثة إسرائيلية من ذوي الأصول الإيرانية.
ريتا يهان فروزن، مطربة مشهورة في إسرائيل، هي من مواليد طهران (1962) وعندما كانت في سن 8 سنوات قدمت مع عائلتها إلى إسرائيل. مع السنين بدأت تقدم العروض في إسرائيل وتحولت لتصبح واحدة من أكثر المطربات شهرة وموهبة في إسرائيل وهذا بسبب الصوت الرائع الذي تتمتع به.
في عام 2011 أصدرت ريتا ألبوم أغاني بالفارسية، حاولت من خلاله أن تتواصل مع جذورها العائلية ومع الأغاني التي كانت تسمعها في طفولتها في طهران. في عام 2012 حظي ألبومها الفارسي، “أفراحي”، بجائزة الألبوم الذهبي وقد حظيت نسخ مقرصنة للألبوم بشعبية كبيرة في إيران.
من بعد عدة عروض في الولايات المتحدة، توجه إليها سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، رون فروشؤور، وطلب منها أن تقدم عرضاً من على منصة الأمم المتحدة لأجل السلام وقد وافقت ريتا على ذلك.
من خلال العرض الذي سمي “ألحان لأجل السلام” والذي اشتمل على تشكيلة من الأغاني بالفارسية، الانجليزية والعبرية، تحولت المنصة المحترمة، الموجودة تحت شعار الأمم المتحدة الكبير، إلى منصة عروض غنائية . وقد بدا أن ريتا منفعلة جداً من الموقف الجليل إلا أنها أدت عشرة أغاني، خمسة بالفارسية، واحد بالانجليزية وأربعة بالعبرية.
وقد دُهش الحضور باكتشاف مدى غبطة المطربة الإسرائيلية التي أدهشت الجميع بصوتها القوي الذي ملأ القاعة وتحدثت بين الأغاني عن قصص الطفولة من طهران. وقد عبرت ريتا عن أملها بأن تكون الموسيقى بمثابة جسر إلى طهران.
وقد صفق رجال الأمم المتحدة، ممثلون من دول عديدة، الذين عادة لا يعتبرون من مشجعي إسرائيل، لريتا في نهاية عرضها ومدحوها. أما سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، فروشؤور، فقد تحدث مع ريتا قائلاً بأنها قد حققت حلماً له.
قبل العرض تحدث سكرتير الأمم المتحدة، بان كي مون، الذي قال: “الهدف من هذا العرض هو أن نذكر الجميع بسحر الموسيقى. تتمتع الموسيقى بقوة تقرب بين الثقافات، تبني الجسور وتوحد بين الشعوب والناس في أنحاء العالم”.
في مقابلة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، قبل سفرها إلى نيويورك وقبل وفاة والدها بأيام معدودة، قالت ريتا: “المشاعر قوية لكلا الطرفين هذا أمر لا يمكنني أن أفسره. كم أشعر بقوة هذا الحدث. قبل وفاته بغدة ساعات قال لي أبي بأنه يرغب كثيراً بأن يرى العرض في الأمم المتحدة، كان هذا بالنسبة له الحدث الأضخم. لكنه معي، في داخلي ومن حولي. وأنا سوف أغني تراث والداي”.
في نهاية العرض، الذي لم يحضره المندوب الإيراني في الأمم المتحدة، قالت ريتا بأنها مقتنعة بأنها قد نقلت الرسالة أيضاً لأؤلائك الذين اختاروا أن لا يحضروا العرض الذي تحتفل من خلاله بحياتها، وكونها إسرائيلية وإيرانية في نفس الوقت وبالأخص بانها اخترت ان تحتفل بالمحبة.