نُشرت أمس (الأحد) قائمة مشعلي المشاعل في مراسم يوم الاستقلال السابع والستين لدولة إسرائيل. في كلّ عام، يتم اختيار ممثّلين ليشعلوا 12 شعلة، بفضل مساهمتهم للمجتمع الإسرائيلي وللدولة، ويحظون باحترام كبير في أحد أهم المراسم التي تحدث في إسرائيل كلّ عام.
تم تعريف المختارين الـ 14 هذا العام، وهم سبع نساء وسبعة رجال، بأنّهم “روّاد” في المجتمع الإسرائيلي. هذا العام، من بين مجموعة الفائزين بهذا الشرف ذي المطمع، هناك ممثّلون، رجال أعمال، إعلاميون، باحثون ومتطوّعون، ومن بينهم مطوّر “القبة الحديدية”، الدكتور داني غولد، رامي ليفي، صاحب شبكة المتاجر الكبرى في كل البلاد والذي فتح السوق للمنافسة، أليس ميلر، التي كافحت من أجل القبول في دورة طيران ومهّدت الطريق للكثير من النساء بعدها، بالإضافة إلى لوسي هريش، مقدّمة تلفيزيونية وإعلامية مسلمة.
أثار اختيار هريش ردود فعل وتعليقات بشكل خاص، من كلا طرفي الخارطة السياسية. في حين اعترض اليمينيّون المتطرّفون على اختيار عربية مسلمة لمكانة وطنية صهيونية ذات مطمع، ادعى آخرون أنّ هريش لا تمثّل حقّا معظم العرب، الذين هم أكثر تطرّفا منها ويكرهون اليهود. وادعى عرب إسرائيليون بالإضافة إلى يساريين يهود بأنّ هريش أُعدّتْ لتستخدم بصفتها “ورقة توت” ولتقدّم انطباعا خاطئا عن المساواة والتعايش، وادعوا أيضًا أنّ هريش نفسها لا تمثّل معظم العرب في مواقفها “التجميلية”.
وتعرف هريش، التي تتحدث العبرية بطلاقة دون لكنة، بآرائها المناهضة للعنصرية، وبكونها تدعم التعايش والمساواة، وهي تعبّر أحيانا عن مناهضتها للعنصرية والعنف من كلا الجانبين؛ سواء من المجتمع اليهودي أو من المجتمع العربي، وقد انتقدت أكثر من مرّة بشدّة تصريحات وأعمال أعضاء الكنيست العرب الذين يعتبرون أكثر تطرّفا، مثل حنين زعبي، بل ودعمت بشكل علني عقوبة الإعدام للإرهابيين (الفلسطينيين واليهود على حدٍّ سواء).
قالت في مقابلة قدّمتها هريش لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “أنا سعيدة أنّه تحديدا في فترة كهذه فإنّ الحوار عنصري جدّا، وخالٍ من الإنصات، وفجأة يُسمع صوت آخر، الناس يفرحون لسماع الصوت المتزن. يؤلمني أن هذا الصوت المتزن لا يُسمع أكثر، وأعتقد أنّ هذا الصوت هو صوت الغالبية في دولة إسرائيل”.
وعندما اشتدّ مجري المقابلة في كلامه، وقال لها إنّها “ستظلّ عند اليهود دائما مقدّمة التلفزيون العربية، وبالنسبة للعرب تلك التي كادت تصبح يهودية تماما”، أجابت بأنّها لا تزال فعلا تتلقى تعقيبات مليئة بالشعارات ولكنها لن تعتذر عن ذلك. ذكرت تغريدة النائبة حنين زعبي، والتي كتبت في تويتر: “لوسي هريش، العربية التي تحبّون أن تحبّوا، جميلة، لطيفة، ليست متطرّفة. عربية صهيونية”.
قالت هريش ردًا على ذلك: “لا أفهم لماذا تُعتبر كلمة صهيوني شتيمة. إذا أصبح أن تكون لطيفا، جميلا، ذكيا وغير صارخ أمرًا سلبيّا، فعلى حنين زعبي البدء بالتفكير بالكلمات التي تنطقها، عندما تقدّم خطابا عنيفا، ليس جميلا ولا لطيفا… أنا أمثّل نفسي فحسب. هكذا أرى الحياة. عانيت طوال حياتي من الكراهية والعنصرية من كلا الطرفين، أريد أن أضع حدّا لهذا”.
ومن الجدير ذكره أنّ اختيار هريش حظي أيضًا بالكثير من التعليقات المشجعة، قام الكثير من الإسرائيليين بتهنئة لوسي وتشجيعها، وأعلنوا أنّ “هذه هي الإجابة على العنصرية والعنف في المجتمع”. وقامت هريش بالطبع بشكرهم وأكّدت على أنّها متحمّسة جدّا وسعيدة بهذا الاختيار.