عبّر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الأمس، عن فرحته ورضاه عن أداء المخابرات الفلسطينية التي نجحت بتحرير رهينتين سويديتين كانتا محتجزتين في سوريا منذ نحو سنة ونصف.
ويحاول عباس تسليط الضوء على إنجازه هذا مجددًا ليبرز امتيازاته على حماس، كقائد دولي يسيطر على آليات أمن مختصة وقوية. وقال عباس: “يسعدنا أن نهنئ جلالة ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف، ودولة رئيس الوزراء ستيفان لوفين، ومعالي وزيرة الخارجية مارغوت والستروم، والحكومة والشعب السويدي الصديق وعائلات المواطنين السويديين المخطوفين على نجاح المساعي التي أدت إلى إطلاق سراحهما وعودتهما إلى وطنهما وأهلهما سالمين، بعد احتجاز دام سنة ونصف السنة”.
هكذا هو محمود عباس: إنه يشعر بالراحة تجاه ملك السويد، مستشارة ألمانيا، الرئيس الفرنسي، وما شابه ذلك. لكنه يُفضّل الابتعاد عن أناس أمثال محمود الزهار، إسماعيل هنية، خالد مشعل ومحمد دحلان.
هكذا هو محمود عباس: إنه يشعر بالراحة تجاه ملك السويد، مستشارة ألمانيا، الرئيس الفرنسي، وما شابه ذلك. لكنه يُفضّل الابتعاد عن أناس أمثال محمود الزهار، إسماعيل هنية، خالد مشعل ومحمد دحلان
إذا كان الأمر كذلك، فعباس يفضلُ الافتخار بالجهود التي أدت إلى الإفراج عن الرهينتين السويديتين، وكأنه يقدمهما كهدية شخصية إلى ملك السويد، بدلا من أن يتطرق إلى قضايا بسيطة ولكن ليست أقل أهمية، مثل الانتخابات الطلابية في جامعة النجاح. قد تشهد هذه الانتخابات على أن الحاضر ينتمي حقا إلى عباس والسلطة الفلسطينية، ولكن المستقبل ينتمي إلى حركة حماس، والتي تحظى بدعم العديد من أبناء الجيل الفلسطيني الشاب.
وبينما نشرت الصحف التي تصدر في الضفة الغربية – “القدس”، “الحياة الجديدة” و “الأيام”- خبر تحرير الرهينتين السويديتين بالخطوط العريضة، فلم يٌنشر في صحف غزة الخبر أبدًا. وبدلًا من ذلك، يتصدر الصفحة الرئيسية في صحيفة “فلسطين” التابعة لحماس الخبر “حماس تتهم السلطة بعدم احترام نتائج انتخابات جامعة بيرزيت”.
وفي مواقع أخرى لحماس، تبرز القصص حول نتائج الانتخابات في بيرزيت، وعن خوف عباس من أن تلحق به هزيمة أخرى، مما أدى إلى إلغاء الانتخابات في باقي جامعات الضفة الغربية.
بعد فوات الأوان، يتضح أن الانتخابات المحلية عام 2005 التي فازت بها حماس بفوز ساحق، قد نبأت إلى حد كبير بفوز حماس الكبير بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني عام 2006. تشير الانتخابات في جامعة بيرزيت إلى اتجاه مماثل. يعرف عباس جيدًا أن عليه الفوز بالانتخابات في رام الله، نابلس، قلقيلية وطولكرم، وفي قطاع غزة، وبالتأكيد – ليس في السويد. لذلك، على ما يبدو، فأنه يفضّل تأجيل الانتخابات حتى إشعار آخر.