قد تغيّر الأطعمة التي نتناولها العالم. هذا ما يدعيه في الحقيقة بحث جديد لجامعة أكسفورد يحاول الإجابة عن السؤال كيف يمكن العثور على مصادر غذائية كافية للسكان في العالم الذين نسبتهم آخذة بالازدياد باطراد. حتى عام 2050، من المتوقع أن يصل تعداد السكان في العالم إلى 10.5 مليارات شخص، في حين أن تعدادهم اليوم أقل من 7.5 مليارات شخص، وفق التقديرات.
وقد فحص البحث كيف ستبدو صحتنا وبيئتا في عام 2050 وفق أربعة سيناريوهات مختلفة. السيناريو الأول، أن يتابع السكان تناول الأكل الذي يتناولونه اليوم تماما. السيناريو الثاني، أن يقلص البشر استهلاك اللحم الأحمر، السكر، والسعرات الحرارية اليومية وأن يستهلك الجميع كمية قليلة من الفواكه والخضراوات. السيناريو الثالث، أن يبدأ السكان في كل العالم بتناول تغذية نباتية، خالية من اللحم؛ والسيناريو الأخير هو الأكثر مفاجئا – أن يتوقف الناس عن استهلاك المنتجات الحيوانية تماما (بما في ذلك الحليب والبيض)، ويبدأوا بتناول الأطعمة النباتية فقط.
مقطع فيديو يعرض تأثيرات الأطعمة التي نتناولها على العالم:
فيما عدا السيناريو الأول، الذي نتابع فيه استهلاك الأطعمة التي نتناولها حاليا دون تغيير، فإن باقي السيناريوهات تتضمن تقليص تناول اللحم، وتؤدي بالتالي إلى توفير اقتصادي هائل، إنقاذ حياة الكثير جدا من الأشخاص، وتقليل إطلاق غازات الدفيئة التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري.
السيناريو الرابع والأكثر تطرفا – هو الانتقال إلى تناول الأطعمة الخضرية، وهي الأكثر نفعا للبشرية، وفق البحث. وفق أقوال الباحثين ستُنقذ حياة ثمانية مليون شخص في السنة بفضل الانتقال إلى تناول الأطعمة الخضرية، وذلك بسبب التحسن الصحي الذي سيطرأ بعد الانتقال إلى تناول طعام أكثر صحة، وسيُنقذ الأشخاص الآخرون بفضل القضاء على صناعة الأطعمة الحيوانية، التي ستؤدي إلى تقليل تلوث الهواء.
إضافة إلى إنقاذ حياة البشر، يتوقع الباحثون أن يوفر استهلاك الأطعمة الحيوانية بشكل ملحوظ عشرات تريليونات الدولارات – فسيحتاج عدد أقل من الأشخاص إلى خدمات الجهاز الصحي، ويصرفون مبالغ أقل مقابل التأمين الصحي، يصابون أقل بالأمراض، وتتقلص الأضرار الاقتصادية التي تحدث نتيجة إطلاق غازات الدفيئة.
في ظل هذه المعطيات، ما زال استهلاك اللحوم في العالم آخذ بالازدياد. مثلا، في إسرائيل ازداد استهلاك اللحوم بثلاثة أضعاف في الـ 60 سنة الأخيرة. أحد بدائل اللحوم المستقبلية، الذي ما زال قيد التطوير هو اللحوم الصناعية. إذا نجح هذا التطوير، فسيكون اللحم لحما عاديا بكل معنى الكلمة، وسيكون طعمه وتركيبته، شبيهين باللحم الحيواني، ولكن لن يموت أي حيوان من أجل استخدام لحمه، لأنه يمكن الحصول على اللحوم في المتاجر. حتى ذلك الحين، فإذا لم يتنازل جميعنا عن تناول اللحوم بشكل ثابت وفوري، فيستحسن ببساطة أن نقلص كمية استهلاك اللحم، وذلك حفاظا على صحتنا، وبيئتنا، وعلى الحيوانات أيضا.