شن التحالف الدولي الجمعة ضربات جديدة على المواقع الرئيسية لتنظيم “الدولة الاسلامية” في مدينة عين العرب او كوباني الكردية السورية فيما تبقى الاولوية بالنسبة الى واشنطن التصدي للتنظيم في العراق حيث شنت قوات الامن الجمعة هجومين.
فقد شنت القوات العراقية هجوما في الرمادي غرب بغداد واخر في شمال تكريت المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المتطرفون منذ اكثر من اربعة اشهر.
وشهدت كوباني الجمعة مزيدا من المعارك العنيفة بين القوات الكردية والمتطرفين.
وتحدثت الجنرال لويد اوستن قائد القيادة العسكرية الاميركية المكلفة المنطقة والتي تشرف على حملة الضربات الجوية في العراق وسوريا عن “مؤشرات مشجعة” بعد نحو مئة غارة شنت منذ نهاية ايلول/سبتمبر حول هذه المدينة عند الحدود التركية.
وقال “نرى الاكراد يقاتلون ويستعيدون مواقع”، لكنه فضل عدم الافراط في التفاؤل لان سقوط كوباني في ايدي الجهاديين لا يزال ممكنا في رايه.
وافاد مسؤول كردي ميداني في عين العرب هو انور مسلم ان التحالف الذي شن غارات جديدة الجمعة “دمر العديد من الاليات وقطع المدفعية للدولة الاسلامية”. واضاف “نرى جثث مقاتلي (الدولة الاسلامية) في الشوارع. قواتنا تعزز من جهتها مواقعها الدفاعية لكن الخطر مستمر”.
وكان المتطرفون الذين يسيطرون على نصف المدينة شنوا صباحا هجمات في شرق كوباني وقرب وسطها فيما شنت “وحدات حماية الشعب الكردي” هجمات في جنوب شرقها وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
واسفرت المعارك المستمرة منذ شهر في كوباني عن نحو 700 قتيل واجبرت مئات الالاف من سكان المنطقة على النزوح.
واوضح انور مسلم انه بسبب قناصة الدولة الاسلامية فان القوات الكردية تعجز عن اجلاء المدنيين المحاصرين داخل المدينة. لكن المرصد السوري اكد ان عددا كبيرا من السكان يرفض مغادرتها في كل الاحوال.
ولمساعدة الاكراد سياسيا، التقى مسؤولون اميركيون للمرة الاولى ممثلين للحزب الكردي السوري الرئيسي خارج المنطقة، بحسب مسؤولين اميركيين الخميس.
الى ذلك، افاد المرصد ان مسلحين ينتمون الى تنظيم “الدولة الاسلامية” قاموا بالتحليق في سماء حلب في سوريا بطائرات حربية استولوا عليها بعد سيطرتهم على مطارات عسكرية سورية، وذلك تحت اشراف ضباط عراقيين سابقين.
ولفت من جهة اخرى الى مقتل 15 شخصا على الاقل في غارات جوية لقوات النظام السوري على مدينة دوما في ريف دمشق.
ورغم الالتزام الاميركي ضد المقاتلين الاسلاميين في سوريا، شدد الجنرال لويد اوستن على ان العراق يشكل “اولوية” واشنطن وسيبقى كذلك.
وقال “ما نقوم به حاليا في سوريا يتم القيام به قبل كل شيء لتحسين الامور في العراق”، متحدثا في هذا السياق عن عزم على قطع خطوط امداد العدو.
وبدعم من الضربات الجوية للتحالف، شنت القوات العراقية هجوما بهدف “تحرير المناطق في شمال مدينة تكريت” على بعد 160 كلم شمال بغداد، وفق مسؤول محلي.
كذلك، شنت قوات الامن العراقية هجوما على المتطرفين في ثلاثة قطاعات في مدينة الرمادي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية جزئيا وصدت هجوما في شمال المدينة، بحسب المصدر نفسه.
والرمادي هي كبرى مدن محافظة الانبار (غرب) التي تسيطر الدولة الاسلامية على 85 في المئة منها.
ومن غير الوارد بالنسبة الى واشنطن ان ترسل قوات على الارض للتصدي للجهاديين وهي تسعى الى تعزيز الجيش العراقي والقوات الكردية في العراق، اضافة الى مقاتلي المعارضة السورية والاكراد في سوريا.
لكن الجنرال اوستن شدد على وجوب الانتظار قبل ان يصبح الجيش العراقي قادرا على شن هجمات كبيرة لاستعادة المناطق التي خسرها منذ بداية العام.