بعد أن كلّف رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بنيامين نتنياهو بمهمّة تشكيل الحكومة، يطمح السياسي الأقوى في إسرائيل إلى بناء ائتلاف يحتوي على 67 مقعدًا (من بين 120)، ليمكّنه من حكومة مستقرّة على مدى 4 سنوات أخرى كرئيس حكومة. كيف يناور بين الأحزاب التي أوصت به كرئيس حكومة، من هم الذين وعدهم بالحقائب الكبيرة وكيف يؤثر ذلك على حزبه الليكود؟
هناك حزب رئيسي من المتوقع أن يكون في ائتلاف الليكود وهو حزب موشيه كحلون “كولانو”. تمّ وعد كحلون بوزارة المالية التي طلبها هو بنفسه خلال الحملة الانتخابية كي يستطيع تعزيز إصلاحاته في مجال السكن، أسعار الأغذية والبنوك في إسرائيل. ومع ذلك، فقد أوعز كحلون إلى فريقه بعدم الذهاب إلى المفاوضات الائتلافية القريبة مع ممثّلي الليكود كاحتجاج على أنّ نتنياهو يخطّط إلى نقل رئاسة لجنة المالية المهمّة جدّا من أجل تنفيذ الإصلاحات بالنسبة لكحلون، إلى الحزب الديني يهدوت هتوراة.
وهناك حزب آخر من المتوقع أن ينضمّ إلى الائتلاف وهو حزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان. وفقًا لما يظهر الآن فسيبقى ليبرمان في منصبه الذي تولّاه في السنوات الماضية، أي وزير الخارجية، رغم طلبه بالحصول على وزارة الدفاع خلال الحملة الانتخابية. ما زال ليبرمان يدرس هذا الخيار، وصرّح بأنّه لن يعود إلى الائتلاف بأي ثمن.
وماذا عن حزب “البيت اليهودي” برئاسة نفتالي بينيت، الذي من المتوقع أن ينضمّ هو أيضًا إلى نتنياهو؟ اقترح أعضاء حزب نتنياهو على بينيت حقيبة التربية، وهو أمر لم يرقَ لبينيت. وهذا هو السبب الذي جعل السياسي اليميني يحذّر، هذا الأسبوع، من احتمال تشكيل حكومة وحدة بين نتنياهو وحزب اليسار “المعسكر الصهيوني” برئاسة بوجي هرتسوغ وتفضيله على البيت اليهودي. في هذا الشأن، أعلن هرتسوغ بأنّه لا يرغب بتشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو.
وبالنسبة للحزب الديني شاس، الذي أوصى هو أيضًا بنتنياهو، فالحديث هو حول إمكانية أن يعيّن نتنياهو رئيس الحزب، أرييه درعي، وزيرا للداخلية في حكومته القادمة، كما طلب درعي من قبل في الانتخابات. ومن الجدير ذكره أنّ تعيين درعي كوزير للداخلية من شأنه أن يتسبّب بمشكلات لنتنياهو من قبل الأحزاب المحتمل انضمامها إلى الائتلاف، وذلك لأنّ درعي قد أدين في الماضي بتلقّي الرشاوى.
في هذه الأثناء، يرى أعضاء الكنيست من الليكود كيف يتم الوعد بالحقائب الثقيلة للأحزاب الشريكة وكيف تهرب من أيدي الحزب الحاكم، ويتساءل المسؤولون في الحزب: على أي شيء سنحصل نحن في النهاية؟ ويعتبر وزير الداخلية الأسبق والرقم 1 في قائمة الليكود، جلعاد أردان، دليلا على ذلك، فقد عبّر عن مرارته من كون الليكود، وهو الحزب الذي فاز بثلاثين مقعدا في الانتخابات، لم يحتفظ في يديه بالحقائب الثقيلة، وقال إنّ هذا الأمر يشوّه إرادة الناخبين.
وأيّا كانت النتيجة، فمن المتوقّع أن يمرّ نتنياهو بأيام بل أسابيع ليست سهلة من أجل تشكيل الحكومة القادمة، على الرغم من رغبته بتشكيل حكومة في وقت قصير. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم ينجح في تشكيل حكومة واسعة من 67 مقعدا، فإنّ الاحتمال الآخر هو حكومة ضيّقة من 61 مقعدًا، بحيث يصبح من المستحيل الحكم بها.