يرمز التاسع من آب إلى خراب الهيكل الأول والثاني، لقد أصبح أمس يوما للمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الأمنية الإسرائيلية واليهود الذين سعوا إلى زيارة الحرم القدسي الشريف. بدأ التوتر في المكان منذ الشهر الماضي عندما شتمت إحدى الزائرات اليهوديات خلال جولة لمجموعة من اليهود النبي محمد. لم تندم الشابة، أفيا موريس، على كونها شتمت النبي محمد بعد أن هتفت مجموعة من النساء العربيات تجاهها بقولهنّ “الله أكبر”.
بدأت المواجهات أمس بعد أن تلقت الشرطة معلومات استخباراتية عن شباب ملثّمي الوجوه يتحصّنون في المسجد الأقصى. قررت الشرطة عدم الانتظار إلى اللحظة التي يقرر فيها الشباب البدء بأعمال الشغب واستباقهم باعتبار أن التاسع من آب هو يوم تكون فيه زيارات كثيرة للحرم القدسي الشريف. اندلعت في المكان أعمال شغب، وألقى مثيرو الشغب الذين اختبأوا في المسجد الحجارة وجُرح أربعة من الشرطة.
تحاول الصور ومقاطع الفيديو التي تم تصويرها أمس ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل جهات متطرفة تصعيد الأوضاع المتفجرة أصلا. استخدمت حركة حماس صورة تم تصويرها أمس ويظهر فيها مستوطن وبجانبه شاب فلسطيني، كلامهما مقود من قبل شرطة حرس الحدود. يبدو المستوطن وهو يضحك ويعانق الشرطي الذي يقوده، بينما يبدو الشاب الفلسطيني وهو غاضب ويداه مقيّدتين خلف ظهره. غرّدت حماس في حساب تويتر الخاص بها بالصورة وكتبت “الاحتلال في صورة”.
وتظهر في الصورة الأخرى امرأة فلسطينية وحولها عدد من رجال شرطة حرس الحدود وهم يحاولون اعتقالها. كُتب في الشبكات: “كم من الإرهابيين الإسرائيليين يجب أن يكون حتى يعتقلوا امرأة فلسطينية واحدة”؟
ومن الجانب الإسرائيلي يتم رفع مقاطع فيديو إلى الشبكات لنساء فلسطينيات يهتفن “بالروح والدم نفديك يا أقصى” خلال زيارة الإسرائيليين أمس للحرم القدسي الشريف. كتب أحد اليهود في الفيس بوك بعد الزيارة: “تلقينا اليوم عشرات الشتائم، العراك والعنف دون توقف. يُحظر أن يحيط 100 عربي بمجموعة يهودية ويلتصقوا بها، الطريق من هنا إلى سحب سكين قصيرة جدا”. ودعا في الصفحة أيضًا: “لا تنتظروا الاغتيال القادم! أبعِدوا الجماعات العربية عن المجموعات اليهودية التي تزور الحرم القدسي الشريف”.