قال مسؤول رفيع المستوى من رام الله اليوم صباحا إلى صحيفة “إسرائيل اليوم” إنه أثناء لقاء جمع الرئيس ترامب ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، الذي أجري وجهًا لوجه في مكتب رئيس السلطة في الموقع الرئاسي في بيت لحم، أوضح ترامب لأبو مازن أنه ينوي قيادة خطوة سياسية تستند إلى مبادرة سلام عربية – سعودية.
ويتضح من أقوال المسؤول الفلسطيني أن الرئيس ترامب أخبر رئيس السلطة الفلسطينية أثناء لقائهما في بيت لحم أنه يبلور خطوة سياسية تستند إلى دفع برنامج إقليمي شامل، في إطار مبادرة السلام العربية أولا.
وفق أقوال المسؤول الفلسطيني التي نُشِرت اليوم صباحا (الخميس) في صحيفة “إسرائيل اليوم”، فقد أكد ترامب لأبو مازن أن الحديث لا يدور عن تنازل عن رؤيا حل الدولتين كأساس لاتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث ستُقام بموجبه دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بل أن الرئيس الأمريكي معني بفحص إمكانيات أخرى والعمل “خارج المألوف”. من بين هذه الإمكانيات العمل على دفع برنامج سلام عربي – سعوديّ قدما في البداية، ومن ثم بلورة اتفاق مرحلي، يتطرق الجانبان في إطاره إلى سُبل التوصل إلى اتفاق دائم يتيح إقامة دولة فلسطينية مستقلة وإعلان كلا الجانبين عن إنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
وفق أقوال المسؤول الفلسطيني، تحدث الرئيس ترامب أمام أبو مازن عن أهم أسس البرنامج الذي يبلوره بشكل عامّ ولم يتطرق إلى تفاصيله، إلا أنه وفق أقوال الرئيس، يتضح أن أمريكا معنية بدفع برنامج سلام عربي قدما حيث يبدأ بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية السنية المعتدلة.
من ثم، وفق تقدم مبادرة السلام العربية، ستعمل أمريكا على دفع مفاوضات مباشرة ومكثّفة قدما بين إسرائيل والفلسطينيين حيث سيُحدد موعدها مسبقا، وفي إطارها يعمل الجانبان من أجل التوصل إلى حل للقضايا الرئيسية، وأهمها رسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، مكانة القدس والأماكن المقدسة، مصير المستوطنات الواقعة خارج البؤر الاستيطانية الكبيرة، حقّ العودة، وغيرها.
حتى الآن، اشترط الفلسطينيون، لا سيما الدول العربيّة المعتدلة الموقّعة على مبادرة السلام العربية، دفع مبادرة شاملة قدما من أجل تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعشرات الدول العربيّة والإسلامية بحل القضية الفلسطينية أولا، عودة إسرائيل إلى حدود 67، إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بالتوصل إلى حل عادل لحق العودة وقضايا أخرى معرّفة كقضايا أساسية.
وأوضح ترامب لأبو مازن أن العملية المتبلورة، التي ستبدأ بموجبها السعودية، لا سيما دول الخليج العربي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، تحظى بدعم أولي في الرياض، في دول الخليج العربي، الأردن، ومصر. وقال المسؤول الفلسطيني أيضا إن الحديث يدور عن عملية تستند إلى الاعتراف بشكل أساسي فقط، أي اعتراف السعودية والدول العربية والإسلامية المعتدلة الأخرى بدولة إسرائيل وحقها في الوجود، وليس عن تطبيع العلاقات حتى توقيع اتفاق سلام وإقامة سفارات في إسرائيل والدول العربية.
وأضاف المسؤول الفلسطيني قائلا: “أوضح رئيس السلطة الفلسطينية للرئيس الأمريكي أن الفلسطينيين يعارضون بحزم العملية المتبلورة، ولكن وفق أقوال المسؤول فهذا “أكثر ما أثار قلقا لدى أبو مازن. فالتقارب السري بين إسرائيل والسعودية ودول الخليج العربي، بدعم الإدارة الأمريكية والدول العربية مثل مصر والأردن، لا يساعد على حل القضية الفلسطينية، بل يُبعد أي حل عادل. في غضون ولاية ترامب القصيرة تعلمنا أن كل شيء ممكن من جهته”.
وفق أقوال المسؤول الفلسطيني، لم يتفاجأ أبو مازن من حقيقة أن مصر والأردن أعربتا عن موافقتهما الأولية للعملية، فهما الدولتان الأولتان اللتان وقعتا على اتفاقية سلام مع إسرائيل من دون التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. حتى أن المسؤول أوضح أن دعم الأردن ومصر للبرنامج الذي يبلوره الرئيس ترامب أدى إلى غضب الفلسطينيين، لا سيما تجاه الأردن، وإلى توتر بين رئيس السلطة والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.