حدث ذلك بعد صفقة شاليط بقليل في عام 2011، عندها أجرى برغير مقابلة مع العاروري الذي عمل من دمشق حينذاك. وصف العاروري الذي انتخب مؤخرا بصفته “رقم 2” في حماس، بهدوء وبلغة عبرية سلسة، المفاوضات لإطلاق سراح شاليط، وشروط أسره من قبل حماس، ولكن أكثر ما هو مثير للاهتمام والدهشة يعود إلى الطريقة الإيجابية التي ينظر فيها القيادي الحمساوي إلى المجتمَع الإسرائيلي:
“طالما أن الإسرائيليين مستعدون من أجل شخص أو جندي أو مواطن إسرائيلي دفع ثمن باهظ لإعادتهم إلى أحضان عائلاتهم هذا يشير إلى أن المجتمَع والدولة الإسرائيليين يسيران في الطريق الصحيحة”، قال العاروري.
“هذه هي نقطة القوة لدى المجتمَع الإسرائيلي، وأنا أذكرها أمام كل الفلسطينيين وأمام عناصر حماس أيضا: الدولة التي تشن حربا من أجل إطلاق سراح جندي وتطلق سراح ألف أسير مقابل جندي واحد جديرة بالاحترام. كوني أقف في الجانب الآخر، في جانب العدو، من الأفضل بالنسبة لي، ويسرني أكثر إذا توصل الإسرائيليون إلى عدم اهتمام بالجنود أو المواطِنين الإسرائيليين”.
يُعد صالح العاروري، أبو محمد، منذ سنوات قيادي حمساوي كبير، قضى فترة طويلة في السجون الإسرائيلية، وتعلم خلالها اللغة العبريّة. في السنوات الماضية، بدأ يعمل خارج البلاد، وهو مسؤول عن إعادة تأهيل البنى التحتية العسكرية التابعة لحماس في الضفة الغربية. كما هي الحال مع يحيى السنوار، العاروري مُطلع أيضا على النشاطات السياسية والعسكرية التابعة لحماس ويعد أمين سر الإيرانيين، الذين سعوا لدفعه قدما.