توفيت شولميت ألوني، إحدى قياديات اليسار الإسرائيلي، ومؤسسة حزب ميرتس، هذه الليلة عن عمر يناهز 85 عامًا. وكانت ألوني عُرفت كمناضلة من أجل حقوق الإنسان، ومناهضة للإكراه الديني في إسرائيل، مما جعلها تحظى لأعوام باللقب غير الرسمي “قائدة المعسكر الليبرالي في إسرائيل”. إضافة إلى ذلك، عُرفت ألوني بلسانها اللاذع، وأثارت تصريحاتها عدة مرات ضجات إعلامية.
وُلدت ألوني في تل أبيب عام 1928، وقاتلت في صفوف البلماح (سرايا الصاعقة) في حرب عام 1948. تم انتخابها للكنيست عام 1965 من قبل حزب مباي (حزب عمّال أرض إسرائيل)، لكنها عُرفت كعضو كنيست متمردة، انتقدت عدة مرات حُكم الحزب بسبب ما رأته انتهاكا لحقوق الإنسان. “لقد رفعت راية الثورة في حكم مباي، وعزّزت حقوق الإنسان والمواطن في إسرائيل، وقد كانت أول من قام بذلك”، رثاها صباح هذا اليوم الوزير السابق أمنون روبينشتاين، زميلها في حزب ميرتس.
استقالت ألوني من مباي عام 1973، وأنشأت حركة راتس، التي رفعت راية النضال من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان والمواطن. كان حزب راتس يمثّل اليسار في السياسة الإسرائيلية، وضمته ألوني فيما بعد إلى سائر الأحزاب اليسارية في إسرائيل، وأنشأت حزب ميرتس، الذي وصل في ذروته إلى 12 مقعداً في الكنيست التي تم انتخابها عام 1992. انضمت ألوني إلى حكومة إسحاق رابين كوزيرة للتربية.
كوزيرة للتربية، أثارت ألوني الكثير من الضجيج بسبب تصريحاتها ضدّ الجهاز التربوي المتدين في إسرائيل، وأساساً بسبب دعمها لتدريس نظريّة التطور في الجهاز التربوي ومعارضة الحاريديم لذلك. لهذا السبب، أعفيت ألوني من مهامها، وعُيّنت وزيرة للاتصالات. بسبب حربها ضد الإلزام الديني، أعلن الحاخام عوفاديا يوسف أنه في اليوم الذي تموت فيه ألوني، يجب إقامة وليمة (على الرغم من أنه في نهاية الأمر، توفي الحاخام نفسه قبلها بأشهر معدودة).
كان أحد الأمور الراسخة في الذاكرة التي قامت بها ألوني، هو مبادرة تشريع ألغت تعريف المثلية الجنسية كمخالفة للقانون. أطلق عليها في المجتمع المتدين لقب “عدوة اليهودية ومحبة المثليين والمثليات”، “لكن ألوني لم تتراجع، ونجحت في عام 1988 بجعل الكنيست تصادق على قانون ألغى قانونا سابقا يقر بأن مضاجعة أفراد الجنس ذاته تعتبر مخالفة.
عام 2000، تم منحها جائزة إسرائيل لقاء عطائها للمجتمع، مما أثار احتجاجات المؤسسة الدينية وكتب القضاة أنه تم منح ألوني الجائزة بفضل “نضالها من أجل كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية والطبيعية، كونها لسان حال المواطن، نضالها من أجل محو الظلم، ورفعها راية المساواة بين الشعوب، المعتقدات المختلفة في إسرائيل، والاحترام المتبادل”.
سيتم تذكر ألوني كمناضلة من أجل حقوق الإنسان والمواطن، مكانة المرأة في إسرائيل، النزاع ضد الإكراه الديني، والدعم المطلق لاتفاقيات السلام مع الفلسطينيين والعالم العربي. ربما سيتم تذكرها أيضًا بسبب تصريحاتها اللاذعة، كقولها إن “الحاريديم يرضعون الغرائز المظلمة ذاتها التي رضعتها الفظائع النازية الفاشية”، أو إنّ بنيامين نتنياهو يذكرها ببينيتو موسوليني.