في الأيام الماضية، قبلَ اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب، نشطت إسرائيل لإقناع الدول المترددة بأنّ حزبَ الله تنظيمٌ إرهابيّ. بين الدول المترددة والمعترضة على الإجراء كانت النمسا، ونجحت إسرائيل في تجنيد النجم السينمائي وحاكم كاليفورنيا السابق لجهود الإقناع.
فبعدَ أن تحدث رئيس الحكومة نتنياهو مع المستشار النمساوي، والرئيس بيرس مع نظيره، كان الممثل السينمائي الهوليوودي، حاكم كاليفورنيا السابق، أرنولد شوارزنيجر، هو من أتمّ المهمة. فقد وجّه شوارزنيجر، النمساوي الأصل، رسالةً إلى المستشار طالبًا منه دعم القرار.
كما ذُكر، وافق مجلس وزراء خارجية أوروبا ظهرًا على إدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية التابعة للاتحاد الأوروبي. مع ذلك، فقد قرّر مجلس الوزراء أنّ القرار لن يمنعَ استمرار المحادثات بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الاتحاد مع أحزاب سياسية في لبنان، ما يشمل ممثلي حزب الله في المجلس النيابي اللبناني. كذلك، قرّر المجلس مواصلة الدعم المالي والمساعدات الإنسانية للبنان.
معنى الإجراء هو أنّ عقوبات ستُفرَض على التنظيم الشيعي، تتمثل في تجميد أملاك حزب الله في أراضي الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويشكّل الإجراء تغييرًا جذريًّا في سياسة الاتحاد تجاه الحزب، ينبع من الخشية المتصاعدة من نشاط رجاله في القارة العجوز. فحتى الآن كان الاتحاد يقاوم الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة وإسرائيل لفرض عقوبات على حزب الله، بدعوى أنّ خطوات في هذا الاتّجاه قد تزيد من عدم الاستقرار في لُبنان، الذي ينشط فيه الحزب كعضو في الحكومة، وفي الشرق الأوسط كله.
قبل ذلك، ردّ حزب الله على ما نُشر حول أنّ أوروبا تزن اتخاذ هذا الإجراء، وأوضح أنهم لا يخشَون منه. “لسنا مستعدين لتلقي التهديدات والإنذارات”، أعلن رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق. “لن نُتيح لمن لا يفهم قواعد لُعبة الولايات المتحدة في لبنان أن يقوم بالابتزاز”.