أجريت أمس الثلاثاء، 10.05.16، مراسم يوم الذكرى الإسرائيلي- الفلسطيني في تل أبيب. شارك في المراسم الأولى قبل عقد مائتي فلسطيني وإسرائيلي، ولكن شارك أمس نحو 4000 شخص. يهتم مخططو المراسم بالمعاناة والألم اللذين يسببهما الصراع لكلا الجانبين وبالطموح المشترك لإيقافه وتنظم منظمة “نكافح من أجل السلام” و “منتدى العائلات الثكلى” هذه المراسم وتديرها بالعربية والعبرية.
كتب المنظمون: “نحن الإسرائيليون والفلسطينيون يهمنا تحمل المسؤولية، ونقترح في هذا اليوم الصعب، طريقا أخرى. خلال المراسم المشتركة نحن نتوحد مع الألم والفجيعة ونعترف بالثمن الذي ندفعه جميعنا – الأسر الثكلى والمجتمع كله. نعارض أن تُستخدم الفجيعة أداة لتعزيز وإشعال الصراع والعنف. كي لا يكون هناك المزيد من الفجيعة، فقد اخترنا أن نبني معا واقعا آخر”.
في هذا العام شاركت في المراسم للمرة الأولى، وكشخص يتعامل بنهج تهكمي عادة تجاه مراسم الذكرى وتجاه الرسائل المتوقعة التي تتكرر كل عام فقد فوجئت من مشاعري ومن الموقف شبه الخيالي.
استهلت الخطابات السيدة عدن المصري من نابلس والتي فقدت ابنها وتشارك في منتدى العائلات الثكلى الإسرائيلي-الفلسطيني. لقد شهدت بأنها خشيت في البداية من المشاركة في اللقاءات مع العائلات الثكلى الإسرائيلية، ولكنها عندما شاركت فيها استُقبلت بتفهّم وتضامن كبير من قبلها. يمكنكم مشاهدتها بالفيديو المرفق في الدقائق 1:02:35-1:07:47.
أكد مقدّمو المراسم على أهمية الجيل الشاب وقالوا إنّ “الأطفال يقودون في هذه الفترة موجة العنف ونحن نؤمن بأن الأمل بأيديهم لأن المستقبل ينتظرهم”. كان أحد المشاركين الأصغر في المراسم هو عرب عرامين الذي قُتلت أخته بنيران جندي إسرائيلي. لقد اختار بدء كلامه باقتباس عن جلال الدين الرومي: “بالأمس كنت ذكيا، فأردت تغيير العالم. أمّا اليوم فأنا حكيم، لذلك أريد أن أغيّر نفسي”. وتابع قائلا: “لن نستسلم أبدا وسنواصل الكفاح حتى يتحقق السلام”. (يمكنكم مشاهدة خطابه في الدقائق: 1:20:25-1:28:17).
أحد الأجزاء الأجمل في المراسم، في نظري، كانت اللحظة التي صعدت فيها راقصة بمفردها إلى المسرح وعبرت بجسدها عن الألم الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، على خلفية قصيدة محمود درويش وهي “مقهى وأنت مع الجريدة”. لقد نجح عرض الرقص، تحديدا، في جسر فجوات اللغة – يبدو أن كلمات محمود درويش قد أسرت قلوب الجمهور الناطق بالعبرية، رغم أنه لم يفهما أية كلمة من القصيدة. (يمكنكم مشاهدته بالفيديو المرفق في الدقائق 1:10:57-1:13:55).