عبّرت الإدارة الأمريكية عن استيائها من عدم استعداد تركيا للعمل ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، والتي وصلت حملة احتلالاتها قريبًا من المناطق الحدودية التابعة لتركيا، وقالت جهة رسمية في الإدارة الأمريكية يوم أمس لـ “نيويورك تايمز” إن أنقرة “تبتكر حججا” بهدف عدم العمل لمنع كارثة في سوريا، والتي وصل فيها داعش إلى البلدة التركية السورية، عين العرب (كوباني)، قريبًا جدًا من الحدود التركية.
“هناك قلق آخذ بالازدياد من أن تركيا تعمل ببطء وأنها لا تعمل على منع المجزرة على بعد كيلومتر من حدودها”، قالت الجهة ذاتها في الإدارة الأمريكية، لـ “نيو يورك تايمز”. و “بعد كل تصريحاتها عن الكارثة الإنسانية في سوريا، فهي تخترع أسبابًا لكي لا تعمل على منع الفوضى. ليس هذا ما هو متوقع من عضو في الناتو العمل في الوقت الذي تتكون فيه جهنم على بعد خطوة من حدوده”.
ويصل الانتقاد اللاذع من الولايات المتحدة بعد أن سيطر أفراد التنظيم الجهادي في الأيام الأخيرة على البلدة الكردية كوباني، ويعترفون في الولايات المتحدة أنه سيصعب عليهم منع سقوطها في أيديهم وكذلك منع المجزرة وشيكة الحدوث في داخلها دون الحصول على مساعدة الجنود الأتراك. ولكن، حتى اللحظة ترفض تركيا الانضمام إلى الائتلاف الدولي المؤلف من عشر دول والذي شكلته الولايات المتحدة ضد داعش.
كما ويرفض رئيس تركيا رجب طيب أردوغان ونخبة حكومته الانضمام إلى الائتلاف لعدة أسباب، وأهمها هو الخوف من أن يكون المستفيد من القضاء على داعش في سوريا هو الرئيس السوري، بشار الأسد، تحديدًا.
إضافة إلى ذلك، فإن القوة الأساسية التي تحارب في منطقة البلدة الكردية كوباني ضد داعش هي قوة تابعة لتنظيم سري كردي PKK- وهي المنظمة ذاتها التي حاربت طوال سنوات في تركيا والمسؤولة عن قتل الآلاف. تُعرّف تركيا والولايات المتحدة هذه المنظمة بأنها “منظمة إرهابية”، وأنقرة ليست على استعداد للتعاون معها.