أصبح الفيلم الوثائقي “مثليّة من دمشق – الملف الشخصي لأمينة”، والذي يُبث في هذه الأيام في إسرائيل، معروفا جدا. فحظيت قصة أمينة عبد الله العمري المثليّة المعلنة التي عاشت في دمشق خلال فترة الربيع العربي واختُطفت من قبل النظام، بانتشار واسع في وسائل الإعلام العالمية. ذلك الإعلام الذي انطوى داخل نفسه عندما اتضح أنّ هناك رجل اسكتلندي متزوج يقف خلف مدونة أمينة “مثليّة في دمشق”، ويعيش في إسطنبول، وأراد أن يتحدّى نفسه من خلال الكتابة السينمائية المتقدّمة.
ومن وجدت صعوبة في التصالح مع هذا الكشف هي ساندرا، التي أقامت مع أمينة علاقة غرامية مثيرة عبر الشبكة لعدّة أشهر. توصف ساندرا في الفيلم الوثائقي، الذي كشف عن التجنّد العالمي لإنقاذ المثليّة من دمشق، كشابّة ذكية من كندا، ولكن كما يبدو لم تكن ذكية كفاية كي تشتبه في الأمر عندما أعلمتها أمينة بأسف أنّها لا تستطيع الحديث معها عبر السكايب (Skype) لأنّ “السكايب غير قانوني في سوريا”.
وعندما اتّضح الاحتيال، أخذت ساندرا كاميرا وخرجت لتصنع من غضبها فيلما، تلتقي في نهايته بالرجل الذي كسر قلبها وتجابهه.
وقد سقطت في الفخ أيضا خبيرة إسرائيلية في الشؤون السورية، من معهد دراسات الأمن القومي، وتواصلت هي أيضا مع “أمينة” وحاولت أن تأخذ منها معلومات عن أحداث الشغب الأولى في دمشق وكيف نجحت في البقاء على قيد الحياة خلال الحرب إلى جانب كونها ناشطة مثليّة.
وقد باتت ظاهرة اعتماد الهويات الوهمية في الإنترنت ظاهرة معروفة في العالم وحظيت باسم “Catfish”. وتمتلئ شبكة الإنترنت اليوم بالأشخاص الذين يتخذون لأنفسهم هويات جديدة ليثيروا الاستفزاز.
وفي عام 2011 عندما تم اكتشاف هوية سارق الهويات الاسكتلندي، ردّ نشطاء المعارضة في سوريا، والذين اعتبروا مدونة “مثلية من دمشق” شيئا يعزز أهداف الاحتجاج، بغضب على كشفها واتّهموا سارق الهويات بالإضرار بنضالهم.