الدكتورة عافية صدّيقي، تبلغ اليوم 42 عامًا، ومعروفة في أوساط الاستخبارات في الولايات المتحدة بأنها “سيدة القاعدة”. قبل سنتين، توجهت جهات دبلوماسية باكستانية إلى حكومة الولايات المتحدة باقتراح مثير: إن أطلقتم سراح الدكتورة عافية صديقي، وهي عالمة تقضي 86 سنة في الحبس المؤبد في سجن محفوظ للغاية في تكساس، فسيطلق مقابلها الجندي المأسور بو بير غدال، الذي أسرته طالبان سنة 2009. لقد رفضت حكومة أوباما الاقتراح كليّا.
إذًا من هي المخربة التي تعد الأخطر عالميًّا اليوم؟ يعرض عدد أيلول من مجلة “فوراين بوليسي” خصائص العالمية الباكستانية، التي يطالب ليس فقط مسؤولون في طالبان- بل رجال “الدولة الإسلامية” (داعش) أيضًا- كل الوقت بإطلاق سراحها في إطار صفقة تبادل أسرى.
بدأت ملاحقتها في عام 2003. اختفت لسنوات كثيرة، وبعد أن قُبض عليها أدينت بعشرات السنوات من السجن بسبب محاولة قتل أمريكيين في أفغانستان. في السنوات الأخيرة أقيمت مظاهرات كثيرة في باكستان للمطالبة بإطلاق سراحها، ومكانتها صارت مثل المشاهير. سنة 2011 قُتل شرطيان في مدينة بشاور بيد مخربين، الذين سموا أنفسهم كتائب “عافية صدّيقي”. في السنة الفائتة هوجمت محكمة من قبل مجموعة مشابهة.
مؤخرًا، تصدرت العناوينَ مجددًا، حين طالبت داعش بإطلاق سراحها مقابل الصحفي الأمريكي جيمس فولي، الذي قتل في سوريا في مشهد قطع الرأس الذي هزّ العالم. يطالبون الآن مجددًا بإطلاق سراحها، بالإضافة إلى فدية بمبلغ 6.6 مليون دولار، مقابل فتاة أمريكية عمرها 26 سنة يمسكون بها.
وُلدت صديقي في كراتشي وترعرعت في عائلة متوسطة الحال. سنة 2001 سافرت للولايات المتحدة كي تتعلم. كانت أمها نائبة في البرلمان، ومن بين أفراد عائلتها كان هناك أطباء قد تعلموا في بريطانيا. لقد تم التحقيق معها سنة 2002 بعد أن اقتنت واقيات ضد الرصاص، ووسائل رؤية ليلية من الإنترنت، بمبلغ متراكم يصل إلى 6,000 دولار. في التحقيق معها في مكتب التحقيقات الفيدرالي “الإف بي آي” قالت إنها “معدّات لجولات صيد”. قال زوجها الأول بعد أن تطلقا إنها “صارت متطرفة جدًا” وأفاد كيف تقرّبت من عناصر جهادية. زوجها الثاني هو ابن عم مخطط التفجير في البرجين التوأم، خالد شيخ محمد.
لقد تعلمت في المعهد التكنولوجي في ماساتشوستس، وحازت على لقب الدكتوراه في علوم الدماغ من جامعة برانديز. سنة 2003 ظهرت في قائمة المطلوبين العشرة للإف بي آي. سنة 2008 اعتُقلت في أفغانستان، وعلى جسمها سيانيد الصوديوم، ووثائق تفصل التعليمات لتحضير سلاح نووي و “قنبلة قذرة”، وأيضًا دليل لكيفية نشر الإيبولا.
رغم محاولات طلب إطلاقها مرارًا وتكرارًا، تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة لم تأخذ جديًّا في الحسبان مقايضة صدّيقي مقابل أسرى. قالت الناطقة باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، كاثلين هايدن، لـ “فوراين بوليسي”، إن “عافية صديقي تقضي حكمًا بالسجن لمدة 86 سنة بمحاولة قتل ومهاجمة مواطنين أمريكيين وضباط في أفغانستان. السياسية الثابتة لحكومة الولايات المتحدة هي عدم إبداء تنازلات أمام الخاطفين، حيث سيجعل هذا الأمر أمريكيين آخرين يتعرضون لخطر الاختطاف”.