وصل اليوم الأربعاء إلى قطاع غزة، رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، سلام فياض، في أول زيارة له للقطاع منذ أن استولت حركة حماس على مقاليد الحكم هناك. وحسب مصادر فلسطينية فإن فياض تلقى دعوةً من القيادي في حماس، ومستشار هنية السابق، أحمد يوسف، لعقد لقاء مفتوح مع نخبة من المثقفين والكتاب والمحللين والإعلاميين الفلسطينيين، لتوضيح رؤيته لإنهاء الانقسام التي كانت تعتبره حماس أنه جزء منه، وأنه أحد مؤسسيه بحملته الأمنية ضد عناصرها وكوادرها بالضفة.
ونفت مصادر من حماس أن يكون فياض ينوي تقديم مبادرة سياسية لإنهاء الانقسام أو أي مبادرة تخص معبر رفح البري، وأن زيارته مجرد عامة ليس لها علاقة مباشرة بالحركة بل خاصة بالمفكرين، مبينين أن أبواب غزة مفتوحة لكل الفلسطينيين وليست حكرا على أحد.
وكثيرا ما واجهت حماس “سلام فياض” واعتبرته أنه من أتى بالجنرال الأميركي “دايتون” لتجهيز أجهزة أمنية فلسطينية بعيدة عن “خدمة الوطن” وتعمل لما قالت عنه “التنسيق الأمني لصالح إسرائيل وخيانة الوطن”. كما قالت في بيانات سابقة لها إبّان حكم فياض.
وقالت حماس حينها أنه في عهد فياض الأمني والحكومي، كان كوادرها وعناصرها يواجهون عمليات اعتقال كبيرة وملاحقات علنية لصالح التنسيق الأمني مع إسرائيل. واصفة إياه بأنه “سياسي واقتصادي فاسد”.
ويواجه فياض الذي يدير مؤسسة “فلسطين الغد”، مؤخرا، خلافات مع السلطة الفلسطينية، استدعت إغلاق مؤسسته مؤقتا قبل إعادة فتحها، والتحقيق معه تحت بند “شبهة الاستخدام السياسي لأموال المؤسسة” وشبهة “تبييض أموال لصالح محمد دحلان”.
وعلّق الإعلامي الفتحاوي الشهير في قطاع غزة، هشام ساق الله، على هذه الزيارة، عبر مدونته كاتبا “لا اهلا ولا سهلا بزيارة سلام فياض.. فهو اكثر من عمل ضد قطاع غزة وجهز ملفات كثيرة تم استخدامها ضد الموظفين في عهده وبعد أن تولى الحمد الله مهامه كل ملفات التآمر كانت من عند سلام فياض هو من قام بتحضيرها وهو اكثر من أبعد قطاع غزة عن السلطة المركزية وركز السلطة في يد حركة حماس واليوم يأتي من اجل نسج تحالفات جديدة مستقبليه مع محمد دحلان وياسر عبد ربه”.
وأضاف ساق الله “أكثر ما يذكرني بسلام فياض انه كان ضمن المجموعة التي تآمرت على الشهيد الرئيس ياسر عرفات، وكوفئ بأنه أصبح رئيس للوزراء وأكثر من تآمر على الخط العرفاتي وأقصى رجاله من خلال مجموعة من القرارات كإحالتهم إلى التقاعد المبكر وإبعاد رجال ياسر عرفات نهائيا عن مراكز القرار والسلطة”.