لدى سييرا بلاير (Saira Blair) جدول أعمال جمهوري صلب. إنها تريد أن تقلّل من العبء الضريبي على الشركات، الحفاظ على ضبط الميزانية في النفقات الفدرالية، وتدعم حيازة الأسلحة الخاصة وتعارض الإجهاض بشدّة. فازت أمس بمقعد في مجلس النواب في ولاية فرجينيا الغربية بعد أن هزمت خصمها في نهاية السباق الذي استمرّ أربعة أشهر. أدارت بلاير حملتها من غرفتها في سكن الجامعة، والتي بدأت الدراسة فيها هذا العام. بلاير هي طالبة جامعية في السنة الأولى، وقد احتفلت بيوم ميلادها الثامن عشر فقط قبل شهرين.
سجّلت بلاير، التي تدرس الاقتصاد والجيولوجيا في جامعة ولاية فرجينيا الغربية، إنجازا تاريخيا حين أصبحت المشرّعة الأصغر سنّا في تاريخ الولايات المتحدة. لقد أنجزت ذلك بعد أن هزمت بغالبية 63% مقابل 30% المرشّحة الديمقراطية البالغة من العمر 44 عامًا، في نهاية حملة أكّدت على الحاجة إلى “إسماع أصوات الشباب في فرجينيا الغربية”. ولقد حصلت على الحقّ في الترشّح لمجلس النواب في الولاية المتاخمة لواشنطن العاصمة بفضل انتصار ساحق سجّلته في الانتخابات الداخلية للحزب الجمهوري في شهر أيار، حين كانت في سنّ السابعة عشرة.
إنّ الطموح السياسي لدى بلاير كامن في أسرتها؛ فوالدها كريغ بلاير هو عضو مجلس الشيوخ في ولاية فرجينيا الغربية، وقد شجّع ابنته للترشّح وساعدها في الحملة. “هذا ليس علم صواريخ”، قالت بلاير لـ “وول ستريت جورنال” عن حملتها. “القضية هي الإنصات للناس وفهم آرائهم”. نجحت بلاير في إقناع الناس أيضا في دعمها اقتصاديا أكثر من منافستها، حيث تمكّنت من جمع 15 ألف دولار للحملة، وأضافت 4000 دولار من مدّخراتها المتراكمة من هدايا عيد ميلادها وعملها في البستان. “أردت أن يفهم الناخبون أنّني جدّية”، قالت موضّحة سبب استخدام مدّخراتها. “على المرشّحين أن ينمّوا جلدًا سميكًا في هذه اللعبة”.
إنجاز كبير للأمريكيين من أصول أفريقية
امرأة أخرى دخلت في التاريخ وهي مايا لاف (Mia Love) البالغة من العمر 38 عامًا، وهي الجمهورية السوداء الأولى في مجلس النواب من ولاية يوتا المحافظة والتي غالبية سكّانها من البيض. لاف هي واحدة من ثلاثة جمهوريين أمريكيين من أصول أفريقية تم انتخابهم لمجلس الشيوخ في واشنطن. وللمقارنة، فلدى الديمقراطيين هناك 43 من المشرّعين السود في الكونغرس.
ولدت لاف في نيويورك عام 1975 لمهاجرين من هايتي. وبعد أن استكملت دراستها في الجامعة في الفنون المسرحية، عملت كمضيفة طيران وانتقلت للإقامة في ولاية يوتا. وعلى الرغم من ولادتها لوالدين من الكاثوليك، قرّرت لاف أن تعتنق المورمونية بعد أن التقت بزوجها جايسون لاف.
إنّ انتخاب لاف للكونغرس ليس مجرّد إنجاز شخصي بالنسبة لها، وإنما بالنسبة للحزب الجمهوري، الذي يجد صعوبة في الوصول إلى الناخبين من الأقليّات (السود وذوو الأصول الإسبانية على سبيل المثال) والنساء. ولكن الآن، كما ذكرنا، لديه لاف؛ وهي امرأة شابّة وابنة لمهاجرين نجحوا في تحقيق الحلم الأمريكي من تلقاء أنفسهم. هذه قصة يحبّ المحافظون في الولايات المتحدة سماعها، وهم يأملون أن تكون لاف بمثابة جسر لهم إلى السود والنساء في الولايات المتحدة.