قدّم رون درمر، السفير الإسرائيلي في واشنطن، يوم أمس (الثلاثاء) أوراق اعتماده للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في البيت الأبيض، وبذلك باشر رسميًّا مهامّه.
في صفحته على الفيس بوك، كتب درمر بعد اللقاء مباشرةً:
“قدّمتُ للتوّ أوراق اعتمادي إلى الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض مع عائلتي. في سجلّ الزوّار في البيت الأبيض، كتبتُ: “أشعرُ بالفخر والشّرف بخدمتي سفيرًا لإسرائيل لدى الولايات المتّحدة. أميركا هي دولة يدين لها الشعب اليهودي بالكثير، ودولة أنا شخصيًّا، كابن لأميركا، مَدينٌ لها. أتطلع قُدُمًا إلى العمل معكم ومع إدارتكم لجعل عُرى الصداقة بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أيّ وقتٍ مضى”.
وفضلًا عمّا كتبه في سجلّ الزوّار، سلّم درمر الرئيس الأمريكي رسالة شخصية تطرّق فيها إلى العلاقة المميّزة بين إسرائيل والولايات المتحدة، كما قدّم له هدية هي عبارة عن زرّين يوضعان على القميص نُقش عليهما الشمعدان، شِعار دولة إسرائيل.
ويُعرَف درمر بصفته موضع ثقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إذ كان في السنوات الأربع الأخيرة مستشارًا سياسيًّا بارزًا لديه. ويُعدّ درمر، المولود في الولايات المتحدة، والذي هاجر إلى إسرائيل عام 1997، ذا فهم استثنائي للسياسة والعقلية الأمريكيتَين. للوهلة الأولى، يبدو أنّ تعيين درمر في هذا الموقع حاليًّا طبيعي جدا، لكنّ التعيين تأجّل لتحفظات في الإدارة الأمريكية الحالية، المكوّنة من أعضاء الحزب الديمقراطي، على تعيين من يُعتبَر محافظا، وحتى مقرَّبًا من أسرة بوش.
ولمّا كان الهدف الأساسي تحسين علاقات نتنياهو – أوباما، فإنّ كثيرين تساءلوا إن كان هو الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبَين، لأنّ درمر يُعدّ، بحق أو بغير حقّ، المسؤول عن زيارة المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، ميت رومني، إلى إسرائيل خلال معركته الانتخابية. كما يُعتبَر مقربًا من أوساط مُحافظة في العاصمة الأمريكية. مع ذلك، وافقت إدارة أوباما على التعيين على فرض أنه يُفضَّل العمل مع مَن يحظى بثقة نتنياهو المطلقة، ولديه تواصل دائم معه.
ووُجّه انتقاد إضافي للتعيين لكون درمر لم يولد في إسرائيل، بل نشأ ونال ثقافته في الولايات المتحدة، ولذلك ثمة شك في قدرته على تمثيل الشعب الإسرائيلي بشكل حقيقي في العاصمة الأمريكية. هاجر درمر، 42 عامًا، المولود في الولايات المتحدة، إلى إسرائيل في التسعينات، وأضحى أحد المستشارين المقربين جدًّا من نتنياهو، الذي كان لا يزال في المعارضة. بين عامَي 2005 و 2007، شغل منصب المبعوث الاقتصادي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، منصب اضطُرّ أن يتنازل عن جنسيته الأمريكية ليشغله. بعد فوز نتنياهو في انتخابات 2009، عينه مستشارا سياسيا له.
ويحلّ درمر محلّ مايكل أورن، الذي شغل المنصب في السنوات الأخيرة، والذي يُعتبَر سفيرًا ناجحًا جدًّا.