تعرض مستشفى “هداسا عين كارم” في القدس إلى انتقادات عارمة بعد أن أخلى الطاقم التمريضي أمس (الثلاثاء) مرضى من الغرف التي مكثوا فيها استقبالا للحاخام الكبير، يعقوف ألتر المعروف بـ “أدمور” (اختصار لكلمات بالعبرية تعني معلمنا وحاخامنا)، وهو زعيم جالية “غور” الحاريدية. وفق التقارير، عندما وصل الحاخام المتقدم في العمر إلى المستشفى للمكوث فيه، تم إخلاء ثلاث غرف ونُقل المرضى أيضا من إحدى الغرف إلى أحد ممرات القسم بسبب نقص في غرف المكوث. كما وقدم طبيب وممرضة عناية مكثفة للحاخام كل الوقت.
ينسب الإسرائيليون المعاملة التفضيلية التي حظي بها الحاخام إلى حقيقة أن نائب وزير الصحة الإسرائيلي، يعقوف ليتسمان، المسؤول عن الجهاز الصحي في إسرائيل، هو من أتباع جالية “غور”. الحاخام ألتر هو الزعيم الروحي للحركة الحاسيدية، التي تعتبر الأقوى من بين الحركات الحاسيدية المختلفة في إسرائيل. يعتبر ليتسمان، المعروف بصفته مقربا من الحاخام ألتر، نائب الحاخام المسؤول في المنظومة السياسية الإسرائيلية. وفق أقوال مصادر في المستشفى، كان ليتسمان حاضرا في المستشفى عند إخلاء المرضى من الغرف وحتى أنه اختار بنفسه الغرف التي يجب إخلاؤها. كما وتعاون مدير المستشفى، البروفيسور زئيف روتشتاين، تعاونا تاما مع هذه الخطوة.
انتقدت جهات كثيرة في مستشفى “هداسا عين كارم” اختيار غرف خاصة للحاخام وحاشيته، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تلحق ضررا بالمرضى الآخرين. “هناك مرضى ينتظرون في غرفة الطوارئ منذ ثلاثة أيام حتى يتم استقبالهم في الأقسام المختلفة. يأتي استقبال حاشية الحاخام على حساب المرضى الآخرين”، قالت جهة في المستشفى. مع ذلك، لم يندهش الكثير من أعضاء طاقم المستشفى من هذه التصرفات، وأوضحوا أن ليتسمان يهتم بمقربيه ويعمل كل ما يخطر في باله في المستشفى.
دحض أعضاء حركة “غور” هذه الادعاءات مشيرين إلى أن الحاخام ألتر حظي بمعاملة شخصية وجيدة كسائر الشخصيات الهامة التي تمكث في المستشفى. كما وأعربت جهات في الحاسيدية أنه تم إخلاء غرفة واحدة من أجل الحاخام فقط، موضحة أن العلاج الذي تلقاه الحاخام لم يلحق ضررا بالعلاج الذي حصل عليه المرضى الآخرين.