نشر الوزير نفتالي بينيت، المعروف بمواقفه المتشدّدة تجاه السلطة الوطنيّة الفلسطينية ومعارضته الحازمة لحلّ الدولتين – الحلّ الذي يتبنّاه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ومعظم السياسيّين في إسرائيل – مبادئ برنامجه السياسي البديل. نشر بينيت في مقال له في “وول ستريت جورنال” الأمريكية مبادئ الحلّ السياسي كما يراه.
لا يوفّر بينيت في كلامه الانتقادات حول اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، ويقول إنّ هذا الاتفاق يكشف عن عدم الاستعداد الفلسطيني للتوصّل إلى حلّ من السلام مع إسرائيل. يقول بينيت: “إن حماس تنظيم إرهابي يلتزم بالقضاء على إسرائيل”، مضيفًا: “لن تتفاوض إسرائيل مع حكومة تشترك فيها حماس”.
وعلى ضوء ذلك فهو يقترح ما يسمّيه “برنامج الاستقرار”، والذي يريد تقديمه في دورة الكنيست القادمة. وفقًا لاقتراح بينيت، فإنّ أكثرية الفلسطينيين في الضفة الغربية، أولئك الذين يعيشون في المناطق التي تمّت إحاطتها باتفاقات أوسلو مثل مناطق A و B، ستحكم نفسها. “سيقيمون بأنفسهم الانتخابات، إدارة المدارس ، توزيع تصاريح البناء وإدارة الجهاز الصحي”.
ولكنّ بينيت لا يكتفي بالتصريحات، ويوضح بأنّه من أجل تنفيذ هذه الخطوة، على إسرائيل تفكيك جدار الفصل الذي أقامته لإيقاف الهجمات الإرهابية الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية. حسب تعبيره: “على إسرائيل توفير حرية التنقل للفلسطينيين، والتي تتضمّن إزالة جميع الحواجز في الضفة الغربية”. ويشير بينيت إلى أنّه في السنوات السابقة، انخفض مستوى الإرهاب في الضفة الغربية بفضل الجدار، ولكن أيضًا بفضل الاستخبارات الدقيقة والحملات المركّزة للجيش الإسرائيلي. ويؤكّد بينيت على عدم إعطاء المصداقية لقوات الأمن الفلسطينية، وذلك بخلاف ضباط الجيش الذين يشيرون بوضوح إلى أنّه من دون عمل القوات الأمنية التابعة للسلطة، لكان النضال ضدّ التنظيمات الإرهابية أصعب من ذلك بكثير.
بالتباين، يقترح بينيت ضمّ المنطقة C من الضفة الغربية إلى دولة إسرائيل. حسب تعبيره، يعيش في هذه الأراضي نحو 400,000 إسرائيلي وسيحظى 70,000 فلسطيني فقط، بالمواطنة الإسرائيلية وبالمساواة التامّة في الحقوق.
حسب تعبير بينيت: “لا يوجد حلّ كامل” للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنّ انتظار حلّ كهذا قد منع الفلسطينيين من الازدهار الاقتصادي وأرجأ التنمية لديهم. ويلخّص بينيت كلامه قائلا: “ربّما لا يكون هذا هو السلام الطوباوي الذي تخيّله رابين وعرفات حين تصافحا في حديقة البيت الأبيض عام 1993، ولكنه يقدّم للفلسطينيين حكومة مستقلّة وازدهارًا، ويضمن لإسرائيل الأمن والاستقرار”.
لم يحظ “برنامج الاستقرار” لبينت بتأييد أغلبية الشعب الإسرائيلي بعد، الذي لا يزال يدعم معظمة صيغة أيًّا كانت من حلّ الدولتين. ومع ذلك، فإنّ مجرّد نشر المقال في وسائل الإعلام المعروفة في الولايات المتحدة يدلّ على أنّ الحديث جديّ.