إنّ التصويت على ميزانية دولة إسرائيل، والذي يجري الآن في مقرّ الهيئة التشريعية، الكنيست، هو قضية مملّة جدّا للجمهور العريض. إنها أيام طويلة من التصويت على كل بند وبند في الميزانية التي يفترض أن تُموّل دولة إسرائيل للعام القادم. فضلا عن ذلك فهو أحد الإجراءات المهمة لبقاء الحكومة في إسرائيل على قيد الحياة. في حال لم تحصل ميزانية الدولة على غالبية في الهيئة العامة للكنيست (على الأقل 61 صوتا مؤيدا) فقد تسقط الحكومة التي يترأسها نتنياهو منذ اليوم التالي، ويؤدي ذلك كرهًا إلى إجراء انتخابات ونقص في تخطيط الميزانية، وهو أمر حاسم في عمل مؤسسات الدولة.
الأكثر إثارة هو الدراما التي تقف خلف الميزانية. فعلى سبيل المثال، افتُتح الليلة التصويت خلال عاصفة من الارتباك والحرج بسبب عطل تقني في نظام التصويت الإلكتروني. وفي أعقاب الاضطراب الذي حدث في الهيئة العامة للكنيست أعلن رئيس الكنيست قائلا: “كان هناك عطل في أجهزة الحواسيب، سنعيد التصويت من البداية”.
في حالة ميزانية إسرائيل لعام 2016، فإنّ كل صوت هو حاسم، وذلك لأنّ حكومة نتنياهو ضيقة جدا (63 عضو كنيست فقط من بين 120). إنّ حضور كل عضو كنيست من ائتلاف نتنياهو هو أمر حاسم وهو بنفسه لا يسمح لنفسه بالتغيّب عن التصويت.
إنّ الأمر حاسم من أجل بقاء حكومة نتنياهو، أيضًا لأنّ المعارضة قد قدّمت عددا غير مسبوق من المعارضات لاقتراح الميزانية الحالي. 30000 تحفظ، وفي التصويت الأول تم رفض التحفّظ الأول بغالبية 61 مقابل 59. في التصويت الثاني ينقص الائتلاف صوت ليفوز بنتيجة 60 مقابل 59.
وإن لم يكن هذا كافيا، فقد تم إحضار عضو الكنيست أورن حزان، النائب عن حزب نتنياهو، والذي كان يمكث في الأيام الماضية في المستشفى، بشكل خاص إلى القاعة وشارك في التصويت في مرحلة معيّنة بل واضطر إلى العلاج بالأكسجين والرعاية الطبية.
أعلن الائتلاف حتى عن “حظر استعمال المراحيض” وتم حظر خروج أعضاء الكنيست خلال الاستراحات، إلا إذا كان الحديث يجري عن تصويت اسمي والذي يمتدّ دقائق طويلة، أو استراحات من خمس دقائق، والتي يفترض برئيس الجلسة أن يعلن عنها.
وقالت مصادر موثوقة إنّه تنتظر أعضاء الكنيست ليلة تصويت طويلة بشكل خاص، وقد أخطأ في البداية بعض أعضاء الكنيست في حكومة نتنياهو بتوجيه الائتلاف وبدلا من التصويت “لصالح” بعض البنود قاموا بالتصويت بالخطأ “ضدّ”.
وهناك طرفة أخرى وهي أنّه طُلب من أعضاء الكنيست أن يحضروا معهم شباشب لأنّهم سيقضون الليلة في المقر.