منذ عدة أيام بات الإسرائيليون منشغلين بالسؤال إذا ما كان تُسمح للنساء الخدمة في سلاح المدرعات. منذ الإعلان عن أن الجيش الإسرائيلي يفحص هذه الإمكانية، صدرت ردود فعل شوفينية كثيرة تهدف إلى الحط من قيمة النساء، من قدراتهنّ، وإمكانية مساهمتهنّ.
من بين أمور أخرى، هناك من قال إنّ “وظيفة النساء هي الولادة والأمومة”، وكذلك إن الحديث يدور عن محاولة لإضعاف قوة الجيش الإسرائيلي. وألمح آخرون أنّه بدلا من القتال فستنشغل النساء والرجال في سلاح المدرعات في ممارسة حياة جنسية.
ومع ذلك، قرر الآن بعض الضابطات الرائدات في الجيش الإسرائيلي الردّ على أولئك الرجال المعارضين لدمج النساء في أدوار قتالية. نشرت الضابطات الأكبر اللواتي يخدمن في الجيش الإسرائيلي اليوم في صحيفة “يديعوت أحرونوت” موقفهن حول الموضوع، ويؤيد جميعهن دمج النساء في سلاح المدرعات.
“أعتقد أنّ النساء قادرات على كل شيء. لا تهمني كل التصريحات، ويجب تجاهلها. تثبت النساء وما زلن أنّهن قادرات على النجاح. أعتقد أن النساء سيخدمن في سلاح المدرعات في غضون بضع سنوات. إن نسبة النساء الحاصلات على رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي هي الأعلى منذ أي وقت مضى وأصبح الآن دمج النساء في الجيش يحقق رقما قياسيا. سيكون انخراط النساء في سلاح المدرعات خطوة إضافية صغيرة في الطريق إلى إحداث تغيير كامل. قبل عدة سنوات، لم نعتقد أنّ النساء قادرات على أن يصبحن طيارات، ولم يسمح لهن أنّ يصبحن مقاتلات، أما اليوم أصبحنا نرى أن ذلك ممكن وناجح جدا”، كما قالت المقدمة أوشرات بخر، قائدة الكتيبة القتالية الأولى في الجيش الإسرائيلي.
“يريد الجيش السماح للنساء بالقيام بخدمة هامة أكثر. فالجيش الإسرائيلي جيش متطوّر ومستنير شعاره إعطاء الفرص المتساوية للمرأة. كل من تريد أن تصبح مقاتلة في الجيش يجب أن تعرف أن هناك مساواة في الفرص. يرغب الجيش في انضمام النساء”.
تقول الرائدة أور بن يهودا، قائدة فرقة في كتيبة كاراكال الحاصلة على وسام رئيس الأركان: “النساء قادرات على القيام بكل مهمة في الجيش. رأيت مقاتلات يثبتن أنهن قادرات على القيام بالكثير من الهمام ويتخطين العقبات. هناك مساواة كاملة في الجيش الإسرائيلي، وتعرضت في الغالب لتحديات كبيرة وأنا سعيدة بذلك… هناك مقاتلات في هذه اللحظة على الحدود يخاطرن بحياتهن ويقمن بذلك بشكل ممتاز”.
تقول المساعدة تال شماي، قائدة فرقة في المدفعية: “إن خدمة النساء في الكتيبة التي أخدم فيها شيء طبيعي. نحن نقوم تماما بنفس المهام التي يقوم بها الجنود، نخدم معا في الأيام العادية وفي حالات الطوارئ. لقد حظيت بمعاملة شبيهة بمعاملة الجنود رغم كوني شابة. بالنسبة لي يبدو واضحا أنني قادرة على التقدم في الجيش، دون علاقة بكوني امرأة”.
وأضافت شماي: “يخوض الجيش عملية إيجابية جدا من أجل دمج النساء في أنظمة القتال المختلفة. تعتبر إتاحة فرصة الخدمة للنساء في الوظائف القتالية أمرا ممتازا، وتثبت النتائج نفسها في كل مرة من جديد. إن انضمام الفتيات للخدمة هو أمر ضروري، ولا أشعر أن هناك توجه آخر: أحظى بنقاط قوة في البيئة العملياتية فحسب”.