تحول إخلاء قرية أم الحيران صباح اليوم الأربعاء، إلى يوم دامٍ من ناحية الشرطة الإسرائيلية ومواطني القرية. فحسب رواية الشرطة الإسرائيلية تعرضت قوات الشرطة في المكان إلى عملية دهس أدت إلى مقتل شرطي وإصابة آخرين، وقتل منفذ العملية، أحد سكان القرية.
وقال سكان القرية إن رواية الشرطة غير صحيحة وأن الدهس لم يكن مقصودا بل حصل جرّاء إطلاق النار على سيارة المواطن في البداية، وفقدان السيطرة على السيارة، ما أدى إلى دهس رجال الشرطة دون قصد.
وفي أعقاب الحادثة، شهدت عملية هدم بيوت القرية اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وصلوا إلى المكان، على رأسهم النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، ورجال الشرطة الذين أمنوا إجراءات الهدم والإخلاء.
وفي حين اتهم النواب العرب والسكان البدو الشرطة بأنها استخدمت العنف المفرط ضدهم، وأشاروا إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، هو من يقف وراء قرار الهدم، قال وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، إن لرئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، دورا كبيرا في التحريض، ونادى إلى تهدئة الأوضاع. وكتب أردان على صفحته الخاصة على فيسبوك إن النواب العرب هم وصمة عار على جبين المجتمع العربي.

وقالت وزير العدل، أيليت شاكيد، إن ما جرى في أم الحيران غير مسبوق متطرقة إلى مقتل شرطي إسرائيلي كان يؤدي واجبه في المكان. واتهمت شاكيد أيمن عودة بأنه وراء تأجيج الأوضاع في المكان.
وطالبت النائبة العربية، عايدة توما سليمان، بفتح تحقيق رسمي في أحداث أم الحيران، وقالت إن على الشرطة تشريح جثة مواطن أم الحيران المتهم بدهس رجال الشرطة لكشف الحقيقة.
وقال رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، في بيان عمم على وسائل الإعلام: “أتوجّه إلى القيادة الإسرائيلية عموما وإلى قيادة المجتمع العربي خصوصا. إنها أوقات صعبة ومتوتّرة وعلينا جميعا العمل معًا، والقيام بكل ما نستطيع من أجل تهدئة النفوس، سواء في التصريحات أو في الأفعال”.
وأضاف: “تسوية الاستيطان البدوي في الجنوب هو تحدّ وطني ومدني تواجهه دولة إسرائيل منذ سنوات طويلة. نحن مجبرون على أن نسعى للتوصل إلى حلّ ومخطط لهذه القضية الوطنية، الاجتماعية والمدنية المشتعلة – قبل أن يكون قد فات الأوان”.