أمر وزير الدفاع، موشيه (بوغي) يعلون، بمنع سفر العمّال الفلسطينيين بواسطة المواصلات العامة في الضفة الغربية، تبعًا لموقف المستوطنين. وفقًا للتعليمات، فلن يستطيع العمّال الفلسطينيّون الصعود إلى الحافلات المباشرة من وسط البلاد إلى الضفة الغربية لدى انتهاء يوم عملهم، وإنما سيضطرّون للذهاب إلى معبر أيال، البعيد عن تجمّعات المستوطنين، ومن هناك سيستطيعون السفر إلى منازلهم. تمّ اتخاذ القرار رغم أنّ الجيش يعتقد أنّ سفر العمّال الفلسطينيين في الحافلات لا يشكّل خطرًا أمنيّا.
وتدير لجنة المستوطنين في السنوات الأخيرة حملة لمنع سفر الفلسطينيين في الحافلات. يستطيع العمّال من الضفة الغربية الذين يذهبون اليوم للعمل في تل أبيب والمدن الأخرى في وسط البلاد أن يدخلوا إلى إسرائيل فقط عن طريق معبر أيال، المجاور لقلقيلية. يتم في المعبر إجراء فحص أمني للعمّال، الذين يحملون بطاقة هوية، وحينها يقومون بالسفر لمكان عملهم. يُحظر على العمّال البقاء في إسرائيل، ويمكنهم بعد الظهر العودة إلى الضفة عن طريق كلّ نقاط الحواجز، وليس بالضرورة عن طريق معبر أيال. وهكذا، يفضّل مئات الفلسطينيين الذين يقيمون في منطقة نابلس على سبيل المثال أنّ يعودوا من تل أبيب أو من بتاح تكفا بواسطة الحافلات التي تسافر عن طريق الكثير من المستوطنات في الطريق، ومن ثمّ يعودون من هناك إلى ديارهم.
في إسرائيل هناك من أبدى استياءه من قرار وزير الدفاع الغريب والمتطرّف، وأعلنوا أنّهم ليسوا على استعداد لقبوله. قالت رئيسة “ميرتس”، زهافا غلؤون، حزب اليسار الإسرائيلي، إنّ “الذي يقف وراء هذا القرار الفاسد هو الخضوع لحملة لجنة المستوطنين الذين لا يرغبون ببساطة بالسفر في الحافلة مع عرب. وزير الدفاع الذي دمّر علاقاتنا مع الولايات المتحدة يدمّر الآن علاقاتنا مع العالم الديمقراطي كلّه، مع توقيع رسمي لسياسة الفصل العنصري”.
وقد أعلنت اللجنة المركزية للمستوطنين صباح اليوم أنّهم “يشكرون شركاء النضال، الذي استمر لمدّة ثلاث سنوات، ويسرّهم أنّ الوزير قد اتّخذ موقف اللجنة والمواطنين”. وأضافت اللجنة: “طالما أنّ القرار لم يُنفّذ على أرض الواقع، فلن يتغيّر القلق الأمني بل ربّما يزداد، ولذا فإنّنا نتوقّع أن يتمّ تنفيذ هذا القرار في أسرع وقت ممكن”.
وقال الرئيس التنفيذي لحركة “السلام الآن” ردّا على ذلك: “منع الفلسطينيين من السفر في المواصلات العامة إلى جانب المستوطنين يعيد إسرائيل إلى الفترات المظلمة في التاريخ، من العبودية في الولايات المتحدة إلى الفصل العنصري (الأبرتهايد) في جنوب أفريقيا. إنّ الوجه القبيح للاحتلال واضح للجميع”.