ضجة في النت إثر مقطع الفيديو الذي نشرته أمس مصلحة السجون الإسرائيلية. في مقطع الفيديو الذي التُقط بعدسة كاميرا خفية كانت موضوعة في غرفة مروان البرغوثي، يبدو الأسير مروان الذي يترأس إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام وهو يدخل غرفة المرحاض خفية ويحمل حزمة مغطاة فيها قطعة من الشوكلاطة فيفتحها ويتناولها. في الوقت ذاته يتناول البرغوثي ملحا. بعد الانتهاء من الأكل، يغسل يديه في المرحاض ووجهه من بقايا فتات الأكل. في حالة أخرى، التُقطت صور للبرغوثي وهو يتناول كعكات صغيرة.
بعد أن وردت تخمينات حول كيف حصل البرغوثي على النقارش، اعترفت اليوم صباحا مصلحة السجون أنها خبأت الأكل في زنزانة البرغوثي أملا منها أن تكسر معنوياته، وقد نجحت حقا. شددت مصلحة السجون أيضا على أنه في أحداث الإضراب عن الطعام سابقا، في عام 2004، التُقِطت صور للبرغوثي وهو يكسر الإضراب في زنزانته ويتناول الأكل.
أعربت السلطات الإسرائيلية عن رضاها من مقطع الفيديو. فبعد نشره، قال وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان: “كما قلنا كل الوقت، لا يتطرق إضراب الإرهابيين عن الطعام إلى ظروف السجن بل إلى مصالح البرغوثي السياسية. كما فعل بشكل استهتاري وسيء في الماضي، عندما استغل الفلسطينيين وأرسلهم لتنفيذ عمليات، فهو يستغل الإرهابيين هذه المرة أيضا بشكل ساخر، بينما لا يلتزم بمعايير الإضراب عن الطعام”.
تنتظر إسرائيل الآن معرفة إذا كان نشر مقطع الفيديو سيؤثر في 894 مضربا عن الطعام، الذين ليسهم لديهم إمكانية وصول إلى وسائل الإعلام، ولكن مصلحة السجون تهتم بأن يعرفوا بمقاطع الفيديو.
ولكن ينكر الفلسطينيون مقطع الفيديو إلى حد بعيد. فادعت “اللجنة الوطنية من أجل الإضراب” بعد نشر مقطع الفيديو أن الإعلام الإسرائيلي يدير حربا إعلامية للمضربين عن الطعام من خلال نشر تقارير كاذبة. طالبت اللجنة وسائل الإعلام الفلسطينية تحمل المسؤولية وعدم التعاون مع وسائل الإعلام الإسرائيلية حول الموضوع.
لقد تجنب الفلسطينيون نشر مقطع الفيديو في المواقع الفلسطينية، وهم يطالبون بمتابعة دعم الإضراب. في مؤتمر صحفي عقدته أمس فدوى البرغوثي، زوجة السجين، قالت إن مقطع الفيديو هو “مفبرك” ويشكل ”أحد أساليب الاحتلال الإسرائيلي الرخيصة والمنحطة والدنيئة، التي تعوّد عليها شعبنا الفلسطيني منذ 70 عاما”.
أصبح مقطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي حديث الساعة، وحظي بشجب من جهة، وبنكات وسخرية من جهة أخرى.”تنتهك مصلحة السجون خصوصية الأسرى الذين تحتجزهم لأهداف سياسيّة”، كتب أحد منتقدي إسرائيل. علق آخرون على التصرف القهري للمسؤولين في مصلحة السجون لإفشال البرغوثي معربين عن رضاهم لأنها “حطمت معنوياته” مرتين فقط.
في تغريدة أخرى كتب متصفح آخر مستهترا حول الإنجازات التي تنسبها إسرائيل إلى نفسها طيلة سنوات، كاتبا:
عام 1967- الانتصار على الجيوش العربية خلال 6 أيام
عام 1976- إطلاق سراح الرهائن في إنتيبي
عام 1981- تفجير المُفاعِل النووي في العراق
عام 2007- تفجير المُفاعِل النووي في سوريا
عام 2017- الإمساك بالبرغوثي وهو يتناول حلوى في السجن
سخر الكثير من المتصفِّحين من البرغوثي لأنه اختار التراجع عن الإضراب من خلال تناول شوكولاطة رخيصة تحديدًا و “مثيرة للأشمئزاز”، وفق أقوالهم، وقال آخرون إن مقطع الفيديو المُعالج بالفوتوشوب يشكل حملة تسويقية ينشر فيها البرغوثي الحلوى.