شارك نحو 1,200 مدعوّ، من بينهم أفراد الأسرة القريبة والموسعة، أصدقاء، وزراء، أعضاء كنيست، ونشطاء من الحزب الحاكم، الليكود، مساء يوم الإثنين في مراسم حفل زفاف رئيس الكنيست الحالي، يولي إدلشتاين وزوجته إيرينا. وانعقد حفل الزفاف وفقا للتقاليد اليهودية بشكل حميمي في ساحة حائط المبكى بحضور القليل من المدعوين، بينما أقام الزوجان أول البارحة حفل زفاف كبيرا.
استمتع المدعوون الكثر الذين شاركوا في الحفل بوجبة عشاء تضمنت مأكولات إسرائيلية – منصات الطعام المتنوعة والتي تشمل الأسماك، الدجاج وأنواع اللحوم المختلفة، من دون أن تكون أماكن جلوس رسمية إلى جانب طاولات. عزفت في الحفل فرقتان موسيقيّتان موسيقى متنوعة.
إيرينا، زوجة إدلشتاين الجديدة، في الثلاثينيات من عمرها، مطلقة وأم لطفلين صغيرين. وهي أيضا ابنة رجل أعمال وملياردير روسي. وقد تُوفيت تتيانا زوجة إدلشتاين، ابن السابعة والخمسين، قبل نحو عامين ونصف وكانت محبوبة صباه، زوجته وأم أبنائه، ومنذ ذلك الحين ينتابه حزن عميق. وقد تعرف على إيرينا منذ عشر سنوات من خلال مشاركتهما معا فيما يتعلق بيهود الشتات. قبل نحو عام أصبحت العلاقة المهنية بينهما أكثر ودّية فقررا الزواج.
استنادا إلى تعليمات الشاباك ونتيجة مشاركة مجموعة من المسؤولين الكبار في الحفل، ومن بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فقد اجتاز المدعوون تفتيشا أمنيا مشددا ولم يُسمح لوسائل الإعلام الدخول إلى الحفل طوال الليلة.
لم يكن حجم الحفل وحضور شخصيات مهمة ومسؤولة في إسرائيل، القصة المثيرة للاهتمام في كل الحفل وإنما عدم دعوة أعضاء الكنيست العرب للمشاركة في الحفل الذي دُعي إليه كل أعضاء الكنيست في البرلمان الإسرائيلي.
ملأ الإعلام الإسرائيلي في اليوم التالي صفحات الصحف، نشرات الأخبار ومواقع الإنترنت، بما لا يحصى من القصص حول الزفاف الكبير وأكّد على حقيقة أنّ إدلشتاين وزوجته الجديدة سعيا إلى عدم دعوة أعضاء الكنيست العرب للحفل.
لم يكن باستطاعة عضو الكنيست باسل غطّاس (القائمة المشتركة) تحمّل هذه الإهانة وكتب في منشور طويل لرئيس الكنيست ردّا على الإهانة التي شعر بها هو وزملاؤه العرب في الكنيست. “شكرًا يولي ايدلشتاين أنك لم تدعونا لحفل زفافكً، لسنا بحاجة لدعوتك لقد وفرت علي إحراجا إجتماعيا طفيفا، لكني لا أتردد في القول لك أننا لا ننتمي ولا نريد أن ننتمي للقبيلة التي اجتمعت لتحتفل معك، قبيلة لا تتمتع بالحد الأدنى من الحس الإنساني لألام ومعاناة الآخر ولا حتى لفرحه ( في يوم فرحك قامت حكومتك بتقليص مياه الشرب لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال)”، كتب غطاس.
وأضاف “في قبيلتك كما رأيت يوجد مكان لجميع اليهود حتى أولئك المعارضين لك سياسيا ولكن ليس لي ولرفاقي فنحن لا نحمل أية أوهام حول العيش المشترك ونحن مسرورين وفخورين أننا لسنا هناك. ما كنت لأكتب حول الموضوع لولا أنك اخترت أن تقصينا نحن نواب التجمع وأن تحول موضوع عدم دعوتنا لحفل زفافك المفروض أن يكون موضوعا شخصيا لقضية سياسية بهدف جني نقاط لدى اليمين وهذا عمل رخيص ودنيء.”