كما هو معروف، إسرائيل هي إحدى دول العالم الوحيدة التي تُلزم النساء أيضا بالخدمة في الجيش (لسنتين فقط، مقارنة بالرجال الذين يخدمون ثلاث سنوات). خلال عقود بعد قيام الدولة، تم الحفاظ على فصِل مُعيّن بين النساء والرجال (أثناء النوم، الاستحمام، وفي غالبية المجالات)، غير أنه في السنوات الماضية حدث تطوران جعلا المسؤولين في الجيش يعرّفان القواعد مُجددا: أصبح المزيد من النساء، يخدم في الخدمة القتالية، إضافة إلى الرجال، والتطور الثاني هو أن المتدينين أصبحوا يخدمون في الجيش فازداد تأثيرهم.
يُحدد الجيش الإسرائيلي وفق “أمر الخدمة المشتركة” الذي صادق عليه رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، أمس، قواعد سلوك بين مجموعات متنوعة في المجتمع الإسرائيلي داخل الجيش، بهدف ضمان بيئة مريحة للجميع، قدر المُستطاع. وذلك لأنه يخدم في الجيش جنود ذوو خلفيات مختلفة وعليهم العيش معا. يُحدد رئيس الأركان، من بين أمور أخرى، قواعد واضحة للحدود بين النساء والرجال في الجيش: مثلا، يُحظر على النساء والرجال النوم معا (فيما عدا في حالات الطوارئ أو الحرب)، ولكن إذا لم يكن هناك مفر، يمكن أن يناموا في غرفة مشتركة، شريطة وجود حاجر يفصل بينهم. يتعيّن على كل الجنود المشاركة بالمراسم العسكرية الرسمية، بما في ذلك المراسم التي تغني فيها النساء (وفق الشريعة اليهودية يُحظر على النساء الغناء)، ولكن إذا طلب جندي إعفاء من المشاركة بالمراسم لأسباب شخصية، بسبب مشاعره الدينية، سيأخذ الضباط المسؤولون عنه هذا الطلب بالحسبان.
يهدف الأمر الجديد إلى تحديد قواعد واضحة للخدمة المشتركة للنساء والرجال بشكل يتجنب الاحتكاكات مثلما حدث مؤخرا عندما غادر جنود متديّنون مراسم عسكرية لأن النساء أنشدن فيها.