لم يعد الأمر سرّا أن النساء المسلمات المتديّنات أيضًا يمكن أن يحببن الموضة، بل وتطبيق هذا الحبّ، سواء بواسطة الماركات التجارية المرموقة بمئات آلاف الدولارات، والتي تتباهى بها نساء الطبقة الأرستقراطية الإسلامية في العالم، أو ببساطة بواسطة شعور متطوّر بالموضة.
ولكن أحدا لم يفكّر بأنّ الحجاب يمكن أن يصل إلى مستويات عالية كهذه من الأزياء الراقية والغريبة في نفس الوقت: اتجاه لوليتا الحلوة الياباني (لقب للفتيات الصغيرات والمغريات)، والذي يضم فساتين مبالغ بها بمسحة فيكتورية، وأمامها يقف الحجاب، الغطاء الذي بدأ المزيد والمزيد من الفتيات المسلمات يعتمدنه لأنفسهنّ، أيضًا في أوروبا والولايات المتحدة.
والآن، هناك من عثر على الطريق للمزج بين هذين الضدّين. نور (التي تسمى أيضا شوجر نور) وإليسا هما فتاتان أمريكيّتان مسلمتان، نجحتا في العثور على طريقة للمزج بين شغفهما بالأزياء اليابانية وبين إيمانهن.
وهما توثّقان ألبستهما في مدوّنات خاصة بهما، تمثّلان فيهما كيف يمكن اعتماد اللباس الصبياني المتطرّف، مع استكماله مع الحجاب الملائم والحفاظ على التواضع (أي بنطال مع جوارب مغلقة من تحت الفستان القصير).
لا شكّ أنه نمط موضة حادّ وجريء، يجمع بين التواضع الديني والصارم وموضة الشارع الأكثر بهجة وتلوّنا في العالم، والتي تشمل بداخلها أبعادا جنسية واضحة.
وتعترف الفتاتان أنّه “عندما يروننا مع الحجاب باللباس العادي، هناك من يصرخ تجاهنا، انزعي هذا، هنا ليس العراق. ولكن مع حجاب لوليتا الأمر مختلف. الناس يتحمّسون، يعتقدون أنّه لطيف”، كما تقول الفتاتان لوسائل الإعلام التي تحمّست للباسهنّ.
وتجد الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة صعوبة في اعتبار الفتاتين جزءًا لا يتجزّأ من الجالية. وكيف استُقبل ذلك في مجتمع لوليتا الياباني؟ تعترف الفتاتان بأنّه في المجتمعات اللوليتية المهنية في اليابان تم قبولهنّ بأذرع مفتوحة واهتمام بحسّهما في الموضة.