وحذر قائد الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي إدارة أوباما من التكاليف الباهظة المنوطة بالتدخل العسكري في سوريا، وحسب أقواله يجري الحديث عن “حرب بكل ما في الكلمة من معنى”. وجاء في مذكرة كتبها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية في الجيش أن تطبيق إغلاق جوي في السماء السورية من شأنه أن يكلف نحو مليار دولار في الشهر، وقد يتسبب بسقوط ضحايا بين أوساط مواطني سوريا.
وقد أوضح ديمبسي أن التدخل العسكري في سوريا معناه حرب بكل ما في الكلمة من معنى. “هذا ليس قرارًا يتم اتخاذه بسهولة”، أشار في رسالة أرسلت إلى أعضاء لجنة مجلس الشيوخ. وحذر قائلا: “في اللحظة التي تتخذ فيه الولايات المتحدة مثل هذا القرار، عليها أن تستعد لما يمكن أن يحدث لاحقا، وسيكون من الصعب الامتناع عن تدخل أعمق”.
وقال ديمبسي في رسالة أرسلها إلى رئيس لجنة الخدمات المسلحة، كارل لوين، والسيناتور جون ماكين، أن وزارة الدفاع الأمريكية مستعدة لتطبيق خمسة خيارات: تدريب جزء من قوات الثوار في سوريا وتقديم استشارة ومساعدة لهذه القوات، قصف عن بُعد لأهداف تابعة لنظام الأسد، بأسلوب “أطلق وانسى”؛ تطبيق إغلاق المجال الجوي السوري، في محاولة لمنع سلاح الجو السوري من قصف أهداف الثوار؛ خلق مناطق عزل، يتم استخدامها كملجأ للثوار، في دول جارة، على ما يبدو تركيا والأردن، حيث يمكن للولايات المتحدة تدريب قوات الثوار فيها؛ ومراقبة مجمعات السلاح الكيماوي التابعة لنظام الأسد والسيطرة عليها.
وقال ديمبسي، مثل هذا التدخل العسكري لا يقل وزنا عن إعلان الحرب، ومثل هذا الإعلان سيأتي بالضبط حين تكون وزارة الدفاع في ذروة خطة للانضباط المالي. وقد شدد على أن “بعض الخيارات غير قابلة للتنفيذ، استنادا إلى عوامل الوقت والمال، من دون المس بأمننا على جبهات أخرى”، قال الجنرال.
وقد تعالت هذا الأسبوع الاتهامات بأن النظام السوري يستخدم أسلحة كيماوية ضد الثوار، ومنها في مخيم اليرموك الفلسطيني.
وقال نائب رئيس الحكومة السوري، قدري جميل، في سياق زيارته إلى موسكو أن صفقة تزويد صواريخ S300 تتقدم وفق جدول المواعيد.
ويضيف تقرير وارد من قناة العربية أنه قد يزيد الروس القروض التي تم منحها لنظام الأسد، وقال جمال في ختام لقائه مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف “لقد تحدثنا عن ذلك، غير أنه ما زال من المبكر التحدث عن المبالغ الدقيقة”. “جميع اتفاقيات السلاح بين سوريا وروسيا قد خرجت إلى حيّز التنفيذ. تتوثق العلاقات بين البلدين لما فيه مصلحة السلام في المنطقة”. وقد أعرب جمال عن تقديره أنه ستكون هناك حاجة إلى 33 مليار دولار لإعادة بناء سوريا.
وقد دعا لافروف المعارضة إلى التعاون مع نظام الأسد “إخراج كافة الإرهابيين والمتطرفين من سوريا”، على حد أقواله. “نحن نواصل لقاءاتنا مع الحكومة وكافة مجموعات المعارضة، لإقناعهم بالانضمام إلى مبادرة لإقامة لجنة سلام وطنية بأسرع وقت ممكن”، أضاف وزير الخارجية الروسي.
وقد زار رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، الولايات المتحدة قبل أسبوع لإجراء سلسلة من لقاءات العمل مع جهات رفيعة المستوى في وكالات الاستخبارات الأمريكية، وكانت المسألة الأكثر إلحاحا التي تصدرت زيارة كوخافي، وهو من يُعتبر أنه رفع مستوى التعاون في السنة الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة إلى مستويات جديدة، هي نقل الآلية الدفاعية الجوية من نوع S-300 من روسيا إلى سوريا.
وكان جنود الجيش الإسرائيلي قد نقلوا خلال الليل إلى إسرائيل أم وابنتها البالغة من العمر ثمانية أعوام، حيث أصيبتا في الحرب الأهلية في سوريا، وكانتا قد تلقتا إسعافا أوليا في سوريا، وتم نقلهما إلى المركز الطبي زيف في صفد بحالة متوسطة. تم إبقاء الأم في ساعات الليل، ومن ثم تم إجراء عملية جراحية لابنتها. يمكث الآن في المركز الطبي زيف ثمانية مصابين سوريين بسبب الحرب الأهلية في سوريا.