ردود فعل متباينة في إسرائيل على تصريحات شديدة لوزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان. في مقابلة مع برنامج الشؤون الراهنة الشعبي، “قابل الصحافة”، قال الوزير إنّ “شركة فيس بوك أحدثت ثورة إيجابية مذهلة في العالم، ولكن اليوم مع الأسف الشديد، نرى أنها تحولت ببساطة منذ صعود داعش وموجة الإرهاب إلى وحش”. وأوضح أردان أنّ الجيل الشاب في السلطة الفلسطينية يتعرض للتحريض والأكاذيب ضدّ الإسرائيليين واليهود. وفقا لكلامه، كان بالإمكان منع بعض العمليات من خلال المراقبة في فيس بوك، وأنّ على مارك زوكربيرغ أن يعمل على هذا الموضوع، وأضاف أنّه وللأسف مسؤول عن هدر بعض دماء القتلى في العمليات.
وردا عليه تحدّت مقدّمة البرنامج أردان وسألته ساخرة: “إذًا أنتم تريدون من فيس بوك أن تعمل من أجلكم؟”.
أجاب أردان بالنفي، ولكنه أضاف أنّ فيس بوك تقوّض عمل شرطة إسرائيل، ولا تتعاون مع توجهات ملموسة بشأن فلسطينيين في الضفة الغربية. وأضاف الوزير قائلا إنّه “إذا كانت فيس بوك تربح ملايين الدولارات من خلال معرفتها من تتابعين ومن يتابعك وماذا تحبين، فعليها أيضًا أن تجري رقابة ذاتية”.
وقد جاء النقاش عن فيس بوك بعد اقتراح وزير التربية وعضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر نفتالي بينيت حجب فيس بوك في منطقة الخليل من أجل منع العمليات القادمة. وقال أردان إنه يعارض ذلك.
وبعد فترة قصيرة من بثّ البرنامج، أصبحت تصريحات أردان موضوع الساعة في مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل. وتراوحت ردود الفعل بين السخرية التامة واتهام الحكومة بالتنصّل من المسؤولية والبحث عن متّهمين، وبين تأييد تصريحاته.
“اليوم فتتهمون فيس بوك أما فترة تفجيرات الباصات كنتم تتهمون الفاكس وفي الانتفاضة الأولى – الهاتف المنزلي. المهم – كل شيء ممكن غير الاحتلال”
وقد اتخذ أحد نشطاء اليمين البارزين في الإنترنت تحديدا موقفا مفاجئا عندما كتب: “ليس هناك مجال للشكوى من وسائل الإعلام. على الحكومة الإسرائيلية أن تتحمل المسؤولية. أن تقترح الأفكار وأن توضح لنا ماذا تنوي أن تفعل” مشيرا إلى العمليات الإرهابية.
في المقابل، أعرب آخرون عن تأييدهم لتصريحات أردان، بل وشاركوا خبرا نُشر في ذلك اليوم، والذي بحسبه رفضت فيس بوك إزالة مقطع فيديو تحريضي يصف قتل عضو الكنيست يهودا غليك، وهو ناشط بارز يشجّع زيارة اليهود للأقصى والذي نجا قبل نحو عامين من محاولة اغتيال. وقد نُشر مقطع الفيديو المحوسب والذي يصف قتل غليك في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بسبب محتواه تمت إزالته من يوتيوب. رغم توجهات كثيرة من إسرائيليين لفيس بوك رفضت الشركة إزالة مقطع الفيديو موضحة أنه “لا ينتهك شروط الاستخدام”. أثبت ردّهم هذا في نظر الكثير من الإسرائيليين ادعاءات الوزير أردان أنّ الفيس بوك يتعاون مع التحريض ودعوات قتل اليهود.