شهدت إسرائيل اليوم صباحا (الخميس)، ضجة بعد أن قررت المحكمة العليا تبرئة إليشع حيفتوف من جريمة القتل بعد أن قضى محكومية مدتها 11 عاما في السجن. حيفتوف المتهم بقتل شاي أدري خلال سرقة وقعت في نادي سنوكر في مدينة سديروت عام 2002، قدم التماسا إلى المحكمة العُليا، فاستجابت لطلبه وبرأته اليوم صباحا من الجريمة. أصدر القاضي أوري شوهم القرار وهو قراره الأخير لأنه سيخرج إلى التقاعد.
اعتُقِل حيفتوف عام 2006، بعد مرور أربع سنوات من جريمة القتل، وحُكِم عليه بالسجن المؤبد. لقد اعتُقِل لمدة 11 يوما في البداية دون أن تكون لديه علاقة مع العالم خارج السجن ودون أن يعرف التهم المنسوبة إليه. في هذه الفترة تحدث فقط مع شخص واحد دخل إلى غرفة اعتقاله شجعه على التحدث، قدم له المخدّرات، وكذلك استشارة حول كيف عليه أن يتصرف في التحقيق معه ووعده أن يساعده ماليا. بعد مرور ثلاثة أسابيع من اعتقال حيفتوف اعترف أمام الشخص الذي كان يحثه على التحدث بالجريمة المنسوبة إليه، ولكن فيما عدا هذه المرة لقد أنكر تورطه في السرقة والقتل وذلك أثناء التحقيق معه، الخلافات مع الشخص الذي حثه على التحدث، وأثناء محاكمته. ادعى موكل حيفتوف أن اعتراف المتهم لم يكن بموجب القانون لهذا قرر تقديم التماس. سيخرج حيفتوف من السجن بعد أن تمت تبرئته.
في الالتماس الذي قدمه الدفاع العام جاء من بين أقوال أخرى أن حيفتوف تعرض لمؤمرات نفسية تضمنت سلب حقوقه، ما دفعه إلى أن يعترف بشكل موجز وجزئي، وأن التحقيق معه وُثِق جزئيًّا وبشكل هادف. برأ القضاة حيفتوف من جريمة القتل، السرقة، وعلاقته بارتكاب جريمة، ولكن ظلت إدانته بتهمة خرق تعليمات قانونية قائمة، والتشويش في مجريات المحكمة أيضا.
كتب القاضي شوهم في الفيس بوك: “يبدو أن المسؤولين عن التحقيق وذلك بمساعدة شخص شجع المتهم على التحدث، قد فعلوا كل ما في وسعهم لمنع مقدم الالتماس من ممارسة حقوقه الأساسية واستشارة محام”. وكتب القاضي أيضًا: “يمكن إلغاء اعتراف مقدّم الالتماس بسبب تعاطيه هو والشخص الذي حثه على التحدث للمخدّرات في السجن. يجري الحديث عن اجتياز خط أحمر. هناك خوف دائم من أن الشهادة قُدّمت في فترة قريبة من استهلاك المخدّرات الخطيرة كانت مزيفة أو أنها لم تقدم بمحض الإرادة وبحرية”.
لقد آمنت الصحفية الإسرائيلية غالي غينات ببرأة حيفتوف، وعملت محققة في فيلم “الشهادة في ظل الضغط”، الذي تطرق إلى قصة حيفتوف وصدر قبل نحو عام. جاء في الفيلم أن هناك مشاكل هامة في إدانة حيفتوف، حدثت بسبب اعتراف حيفتوف بمساعدة شخص حثه على التحدث وأثر فيه واستغل ثقته.
رحب محاميا حيفتوف وهما د. حجيت لرناو والمحامي دمتري فرنتسيكي، بتبرئة موكلهم: “نشعر بسعادة كبيرة. فنحن نرافق موكلنا منذ أحد عشر عاما، ونؤمن بأنه بريء. نعتقد أن المحكمة أنقذت الجهاز القضائي الإسرائيلي من وصمة خطيرة لحقت بها”.