نشرت الأكاديمية الأمريكية للتغذية والحمية (Academy of Nutrition and Dietetics) وهي منظمة خبيرة بالتغذية ومؤثرة في العالم – ورقة موقف تلخص المعرفة العلمية حول النظام الغذائي النباتي.
وتوضح الدراسة مجددا أن النظام الغذائي النباتي والخضري مخطط جيدا، وملائم لكل مراحل الحياة، بما في ذلك الحمل، الرضاعة، الرضّع، الأطفال والمراهقين – بل وتذهب إلى أبعد من ذلك وتقرر للمرة الأولى “أنّ النظام الغذائي النباتي والخضري يمكن أن يوفّر مزايا صحية مهمة مقارنة بالنظام الغذائي المختلف”. تتضمن المزايا مؤشرا منخفضا لكتلة الجسم وخطورة أقل للإصابة بالسمنة، السكري من النوع 2، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والأوعية الدموية، وأنواع سرطان معينة.
وفقا للدراسة، يكمن تفسير ذلك في الاستهلاك المنخفض للدهون المشبعة (الموجودة بشكل أساسيّ في الغذاء الحيواني) والاستهلاك المرتفع للخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البقوليات، منتجات الصويا، المكسّرات والبذور. وهي غنية بالألياف الغذائية.
ومع ذلك، فالكثير من الجمهور بل ومن المختصين – كالأطباء وأخصائيي التغذية – ما زالوا يؤمنون بأساطير كثيرة تتعلق بالتغذية النباتية ويحذّرون المتعالجين منها خوفا من النقص الغذائي. وهنا تدخل إحدى المهام الرئيسية لورقة الموقف تلك – دحض الأساطير. تتعلق الأساطير الرئيسية التي تدحضها ورقة الموقف باستهلاك البروتينات النباتية، نقص الحديد وفقر الدم، صحة العظام، النقص في الزنك وأوميغا 3.
البروتينات – يوفر النظام الغذائي الذي يحتوي على مصادر متنوعة من النباتات على مدار اليوم كل الحوامض الأمينية الضرورية (والتي تركّب البروتين) عندما نستهلك ما يكفي من الطاقة. ويوفر التناول الثابت للبقوليات والصويا للذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا استهلاكا كافيا للبروتينات وأيضا مركبات غذائية ضرورية أخرى، هذا ما قررته الدراسة.
نقص الحديد وفقر الدم – تقرر ورقة الموقف بأنّ “مستويات الهيموغلوبين لدى النباتيين والخضريّين في العالم الغربي، وأيضا معظم مؤشرات الحديد، شبيهة بمؤشرات “مَن يتناول كل الأطعمة”.
عظام سليمة – يظهر من ورقة الموقف أنّ سلامة العظام هي قصة معقّدة أكثر بكثير من الكالسيوم = عظام قوية، وأنّ النظام الغذائي النباتي يشمل مركبات تساهم في صحّتها. من بينها – الخضار والفواكه، وفرة المغنيسيوم، البوتاسيوم، فيتامين K، وفيتامين C. ومع ذلك فمن شأن بعض العوامل أن تضر بصحة العظام، ومن بينها المستويات المنخفضة لفيتامين B12 وفيتامين D والكالسيوم. بناء على ذلك، بالإضافة إلى استهلاك العناصر المغذية المشار إليها أعلاه، على متبعي النظام الغذائي النباتي الحرص على استهلاك B12، والحفاظ على مستوى صحّي لفيتامين D، واستهلاك ما لا يقل عن 525 ملغ من الكالسيوم يوميا (على سبيل المثال، تناوُل كأس حليب أو مشروب صويا مدعّم وثلاث ملاعق كبيرة من الطحينة).
نقص الزنك – هناك اعتقاد آخر يتعلّق بالتغذية النباتية وهو النقص في عنصر الزنك. إلا أنّه لا يتم دعم هذا الاعتقاد في الأبحاث أيضا. تقرر ورقة الموقف بأنّه في أوساط النباتيين والخضريّين البالغين تكون مستويات الزنك في المجال الطبيعي. وذلك كما يبدو لأنّ جسمهم يعلم كيف يستهلك جيّدا كمية الزنك التي تصله من النظام الغذائي النباتي.
وللتلخيص، توفّر ورقة الموقف تأكيدا مهما على المزايا الصحية للنظام الغذائي النباتي، إضافة إلى توصيات العديد من منظمات الصحة حول مزاياه في السنوات الأخيرة.