قُبَيل وصول كيري إلى منطقتنا، هذا المساء، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم النقاب عن تفاصيل أولية من الاجتماعات السرية التي جرت بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقد عُقد حتى اليوم، بعد ثلاثة أشهر من جولات المحادثات بين الطرفين، 15 اجتماعًا، نصفها في القدس ونصفها في أريحا. بهدف الحفاظ على السرية، تم عقد الاجتماعات في مكان مختلف في كل مرة، وقد استغرقت في كل مرة ما معدله 3-4 ساعات.
وتفيد الأنباء في “يديعوت”، أنه منذ شهر أيلول تحولت المحادثات إلى مكثفة أكثر، واستعدادا لنهايتها ينضم مارتن إنديك أيضا، المبعوث الأمريكي، الذي يُطلعه الطرفان حول تقدم المفاوضات. يقوم كل طرف، خلال الاجتماعات، بتحضير عرض تقديمي، ويحضر الطرف الآخر في الاجتماع التالي وبجعبته أسئلة وتوضيحات حول العرض. بموجب الاتفاق المبدئي، يتم في كل مرة طرح مسألة واحدة من بين المسائل الست الجوهرية بين الطرفين، ولكن من الناحية الفعلية، لم يتم النظر حتى الآن في كافة المسائل، وقد تناولت معظم المحادثات الشؤون الأمنية حسب طلب إسرائيل. وقد تعلق بعضها بمسألة الحدود، وقليل منها كانت متعلقة بموضوع المياه.
كانت نقطة الانطلاق الفلسطينية حول موضوع الحدود، كما هو متوقع، حدود 1967 مع تبادُل للأراضي. بالمقابل، كانت نقطة الانطلاق الإسرائيلية هي الحفاظ على مسار جدار الفصل. فضلًا عن ذلك، تطالب إسرائيل إبقاء ليس فقط الكتل الاستيطانية بحوزتها فحسب، بل كذلك مستوطنات تقع خارجها مثل بساغوت وبيت إيل. وقد طالب الإسرائيليون أيضا أن يبقى غور الأردن بحوزة إسرائيل، مع وجود عسكري إسرائيلي، وكذلك مصادر المياه، بينما يمكن للفلسطينيين شراء المياه من إسرائيل.
حول موضوع القدس، تداول الطرفان على حدة موضوع الحدود، ولكن يبدو أن إسرائيل قد تشبثت بموقف موحّد: حين ناقش الطرفان مسألة الأرض التي سيكون فيها وصول حر للإسرائيليين وللفلسطينيين، طالب مولخو، مندوب رئيس الحكومة الإسرائيلي، نتنياهو، بتقليل المساحة حتى الحد الأدنى الممكن، وأما ليفني فقد طرحت موقفا أكثر لبرالية.
وبالفعل فإن أحد الأمور المقلقة جدا في تسريب الأنباء هذا الصباح هو عدم التنسيق بين الممثلين الإسرائيليين في المفاوضات. صحيح أن وزيرة العدل تسيبي ليفني والمحامي يتسحاق مولخو يتواجدان معًا دائما، ولكن ليفني هي الأكثر نشاطا في المحادثات، وفي أكثر من مرة تفاجأ الحاضرون حين اكتشفوا أن الممثلين يعارضان أحدهما الآخر، لا يطرحان موقفًا موحد وفي بعض الأحيان ينزلقان إلى جدال أمام الفلسطينيين.
وأنكر مسؤول في مكتب رئيس الحكومة نتنياهو، يعرف بأمر المفاوضات، التقرير بشأن الحدود. أما في موضوع القدس فقال المسؤول أن إسرائيل قد وضحت للفلسطينيين أن القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية في حدودها الحالية. ورفض مكتب الوزيرة ليفني التعقيب على مضمون الأنباء ولكن جهات في المكتب قالت إن الحديث يجري عن تقرير لا يستند إلى الحقيقة من قبل جهات معنية بالمس بالمفاوضات. وقد وضح المكتب أن ليفني ومولخو يعملان بتنسيق وبتعاون كاملين.
يُذكَر أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد ألقى خطابًا هذا الأسبوع أمام مسؤولين كبار في فتح، وادعى أنه على الرغم من جولات المحادثات الكثيرة، لا يوجد أي تقدم في المفاوضات. وهدد أيضا أن ربط إسرائيل بين إطلاق سراح الأسرى وبين تسريع البناء سوف يؤدي إلى انهيار المحادثات.