“عملية تلو العملية” هو المصطلح البارز ضمن الحديث الأمني في إسرائيل في الأيام الأخيرة. تنضم العملية الإرهابية صباح اليوم (الثلاثاء) في القدس إلى موجة العمليات الإرهابية ضد المواطنين والجنود الإسرائيليين التي وقعت في الشهر الماضي، ومنها يمكننا أن نذكر عملية إطلاق النار على يهودا غليك وعمليات الدهس التي وقعت في القدس وحصدت أرواح أناس بينهم طفلة عمرها ثلاثة أشهر.
الشيء المركزي الذي يُميّز موجة الأحداث التي تقع في القدس والضفة الغربية هو أن من يقوم بتلك العمليات هم أفراد ليسوا أعضاء في تنظيم من التنظيمات الفلسطينية الكبيرة، بل انتماء متزعزع في أحيان معينة.
كل العمليات التي وقعت في الأسابيع الأخيرة نفذها أشخاص عزَّب جميعهم باستثناء واحد. جميعهم سبق أن دخلوا السجون الإسرائيلية، أو أقرباء لشخص دخل السجن. وأيضًا، جميعهم في العشرينات من العمر وليس بينهم، كما ذكرنا، أي واحد كان على علاقة بخلية ما كانت تنوي التعرض لإسرائيليين. يبدو أن كل العمليات الأخيرة نتجت عن قرار تلقائي.
هذه المميّزات تجعل الشاباك أمام تحدٍ صعب لحل المعضلة. من الصعب بل المستحيل رصد شخص قرر أن يطعن أو يدهس إسرائيليين، لم يُخبر أي شخص بذلك وخرج لتنفيذ الأمر وحده.
ذكر بعض المحللين أن موجة الأحداث هذه تُذكر بالعمليات الإرهابية التي وقعت في القدس قبل عام، ولكنها تلاشت لأنها لم تجد لها دعمًا جماهيريًا
المحرك الأساسي الذي يقف في مركز ذلك هو تعاقب الأنباء التي ترافق خشية الفلسطينيين من اقتحام الإسرائيليين للمسجد الأقصى، الأمر الذي يُثير الكثير من السُخط في المجتمع الفلسطيني. لذا فإن المتغيّر الأساسي الذي سيُحدد إن كان تعاقب الأحداث سيتحول إلى انتفاضة حقيقية أو سيتلاشى هو التفاعل الجماهيري لدى المجتمع الفلسطيني وإن كان يدعم أو لا يدعم تلك العمليات.
ذكر بعض المحللين الإسرائيليين، ومن بينهم يوسي يهوشوع من “يديعوت أحرونوت” وعاموس هارئيل من “هآرتس”، أن موجة الأحداث هذه تُذكر بالعمليات الإرهابية التي وقعت في القدس قبل عام، ولكنها تلاشت لأنها لم تجد لها دعمًا جماهيريًا. يُفسر يهوشوع قائلاً: “لم تكن في ذلك الحين أجواء في الشارع تدفع الشبان للخروج وإلحاق الأذى”. نرى الآن بأن الجو العام تغيّر، والمجتمع الآن يدعم تلك العمليات.
الحل، في هذه الحالة، يتمثل بتهدئة النفوس. طالما ظلت النفوس مهتاجة، سيستمر التحريض المواد المشتعلة التي تحتاجها انتفاضة ثالثة لتندلع ستكون موجودة بوفرة. فقط التصريحات المهدئة من قِبل القيادات الميدانية وبشكل أساسي العمل على تهدئة النفوس بكل ما يتعلق بالمسجد الأقصى هي ما يمكن أن يحول دون استعار النار المشتعلة في القدس والضفة الغربية.