اجتمع، مساء أمس الأربعاء، نحو 3000 ناشط دعما لبنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلي، في مظاهرة دعم نظمها حزب الليكود في تل أبيب. ولكن رغم عدد المشاركين القليل، كان يبدو مؤتمر الدعم كاحتفال بفوز نتنياهو في الانتخابات.
وقد رفع داعمو نتنياهو من حزب الليكود، لافتات تحمل صورته، وعليها الكتابة “رئيس حكومتي”. ورفع آخرون لافتات مكتوب عليها: “محاولة انقلاب” يبدو أن نتنياهو وعقيلته اللذين يخضعان للتحقيقات بتهمة الفساد وخرق الثقة حظيا بالدعم الذي كانا يحتاجانه.
وكان خطاب نتنياهو أمام داعميه ذروة اللقاء. فطيلة الخطاب، اتهم نتنياهو وسائل الإعلام واليسار الإسرائيلي بمطاردته، ومحاولة إسقاط حكمه بطرق غير شرعية أو بكلمات أخرى: “محاولة قهرية لإحداث انقلاب في الحكم”.
وأكد نتنياهو انتمائه لحزب الليكود، مقتبسا أقوال عضو ليكود قال فيها: “هم لا يسعون إلى إسقاط حكمك فحسب بل إلى إسقاطنا جميعا، نحن أعضاء الليكود، وإلى إسقاط المعسكر الوطني أيضا. وهم يعرفون أنهم ليسوا قادرين على هزيمتنا في الانتخابات، لهذا هم يعملون بطرق غير ديمقراطية، ويسعون لإسقاط حكمنا دون خوض انتخابات”، قال نتنياهو وحظي بهتافات كبيرة.
وفق أقوال المحلِّلين، هذا كان هدف خطاب نتنياهو الرئيسي وهو كسب الدعم مجددا من الداخل، ومنع زعزعة مكانته إثر تعرضه للانتقاد من قبل حزب الليكود. يبدو أن استراتيجية الترهيب واتهام اليسار نجحت ثانية، لأن اليوم صباحا لا شك أن نتنياهو هو الزعيم القوي في الليكود، الذي يحظى بدعم كبير فيه.
ولكن خارج الليكود فقد نجحت استراتيجية نتنياهو أقل. فرغم خطابه الفصيح، كالمعتاد، سارع معظم المحلِّلين إلى الإشارة أن نتنياهو كان متوترا وفق ما اتضح أثناء خطابه ولغة جسده. فقد حاول استخدام الفكاهة أثناء الخطاب، منتقدا وسائل الإعلام التي تطرقت في الأسبوع الماضي إلى “كايا” كلبة العائلة، لاذعا إيهود باراك، الذي انتصر عليه في الانتخابات عام 1999، والذي يكثر انتقاده في الشبكات الاجتماعية الآن. نعته نتنياهو بـ “رجل قديم ذا لحية جديدة”، ساخرا من مظهره الجديد.
ولكن بينما يتحدث نتنياهو عن مطاردة اليسار، فالشرطة برئاسة المفتّش العامّ، المقرّب من نتنياهو والذي عينه بشكل شخصيّ، هي التي أوعزت بمحاكمة نتنياهو وكذلك المسؤول عن عدد من التحقيقات ضد نتنياهو وعائلته، المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبت، المقرّب جدا من نتنياهو.
وفي الواقع، يبدو أن خطاب نتنياهو كان هاما بشكل أساسيّ من أجل شعور نتنياهو الشخصي ومناصريه من الليكود، إذ يتمتع نتنياهو بدعمهم على أية حال. ولكن على نتنياهو الخضوع للتحقيقات قريبا، ولن تساعده حينها الخطابات والتهم ضد اليسار، لأنه يتعين عليه أن يقدم إجابات حقيقية أثناء التحقيق.